فطلبه المأمون فهجاه مفتخراً بقومه خزاعة وأثرهم في نصرة العباسيين قال :
أيسومني المأمون خطّة عاجز؟! |
|
أو ما رأى بالأمس رأس محمّد؟! |
إني من القوم الذين هُم هُم |
|
قتلوا أخاك وشرَّفوك بمقعد! |
ولكنّه هجا عمّه إبراهيم بن المهدي العباسي ابن شكلة المغنّي! قال :
إن كان إبراهيم مضطلعاً بها |
|
فلتصلحن من بعده لمخارقِ! |
وهو من المغنّين المعروفين ببغداد ، وبلغ ذلك المأمون فضحك وقال : وهبته ذنبه فليظهر. فصار إليه واستأمنه فآمنه ، وكانت قصيدته الرائية للرضا عليهالسلام قد بلغت المأمون فاستنشده إياها فأنكرها! فأعاد عليه الأمان لها أيضاً فأنشدها له قال :
تأسّفت جارتي لما رأت زوَري |
|
وعدّت الشيب ذنباً غير مغتفر! |
ترجو الصبا بعد ما شابت ذوائبها |
|
وقد جرت طلقاً في حلبة الكِبر |
أجارتي إن شيب الرأس أذهلني |
|
ذكر الغواني ، وأرضاني من القدر |
لو كنت أركن للدنيا وزينتها |
|
إذن بكيت على الماضين من نفري |
أخنى الزمان على أهلي فصدّعهم |
|
تصدّع الشعب ، لا في صدمة الحجر |
بعض أقام وبعض قد أهاب به |
|
داعي المنية ، والباقي على الأثر |
أما المقيم فأخشى أن يفارقني |
|
ولست أوبة من ولّى بمنتظر |
أصبحت أُخبر عن أهلي وعن ولدي |
|
كحالمٍ قصّ رؤيا بعد مدّكر |
***
لولا تشاغل دمعي بالأُلى سلفوا |
|
من آل بيت رسول الله لم أقر |
كم من ذراع لهم بالطفّ بائنة |
|
وعارض من صعيد الترب منعفر |
أنسى الحسين ومسراهم لمقتله |
|
وهم يقولون : هذا سيد البشر |