يا امة السوء ما جازيتِ أحمد عن |
|
حسن البلاء على التنزيل والسور |
خلّفتموه على الأبناء حين مضى |
|
خلافة الذئب في إبقار ذي بقر |
وليس حيٌّ من الأحياء نعلمه |
|
من ذي يمان ومن بكر ومن مضر |
إلّا وهم شركاء في دمائهم |
|
كما تشارك أيسار على جُزر |
قتل وأسر وتحريق ومنهبة |
|
فعل الغزاة بأرض الروم والخزر |
أرى أُمية معذورين إن قتلوا |
|
ولا أرى لبني العباس من عذر |
***
إلى آخر الأبيات السالفات في رثاء الرضا عليهالسلام وشتم الرشيد! فلمّا أتمّها مدّ المأمون يده إلى عمامته ورفعها وضربها إلى الأرض وقال لدعبل : صدقت والله يا دعبل (١)!
وجرى قتل الرضا عليهالسلام في الشعر العربي من يومئذ ، حتّى نظمه الأمير أديب آل حمدان أبو فراس الحارث بن سعيد (المقتول ٣٥٧ ه) في قصيدته الميمية في مظلومية أهل البيت الأطهار وظلم بني العباس لهم ، المعروفة بالشافية. يُحكى أنّه كان أميراً على خمسمئة فارس سيّاف ، فساقهم معه إلى بغداد (٣٥٠ ه) فدخلوها شاهرين سيوفهم حتّى دخلوا معسكر الرشيد وأنشد قصيدته :
الحق مهتضم والدين مخترم |
|
وفيء آل رسول الله مقتسم |
يا للرجال أما لله منتصر |
|
من الطغاة؟ وما للدين منتقم؟! |
بنو علي رعايا في ديارهم |
|
والأمر يملكه النسوان والخدم |
محلؤون فأصفى شربهم وشل |
|
عند الورود ، وأوفى وردهم لمَم |
فالأرض ـ إلّاعلى مُلّاكها ـ سعة |
|
والمال ـ إلّاعلى أربابه ـ ديم |
__________________
(١) أخبار شعراء الشيعة للمرزباني : ٩٣ ـ ٩٥.