وجاء في خبر : أنه قرب الحج ، فتواعد من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم ثمانون رجلاً ، خرجوا إلى المدينة وأتوا دار أبي عبد الله الصادق عليهالسلام ودخلوها ، وبُسط لهم بساط أحمر!
وخرج عبد الله بن موسى فجلس في صدر المجلس ، وقام مناد ينادي : هذا ابن رسول الله صلىاللهعليهوآله فمن أراد السؤال فليسأل!
فقام إليه رجل من القوم فقال له : ما تقول في رجل قال لامرأته : أنت طالق عدد النجوم؟!
فقال عبد الله : طُلقت ثلاثاً! فزاد حزن «الشيعة» وغمّهم بالغُمّة عليهم.
ثم قام إليه رجل آخر فقال له : ما تقول في رجل أتى بهيمة؟
قال : تقطع يده! ويجلد مئة جلدة! ويُنفى! فضجّ الناس!
فهم في ذلك إذ فتح باب خرج منه موفّق الخادم ، وخلفه أبو جعفر عليهالسلام وعليه قميصان وإزار وعمامة بذؤابتين من أمام وخلف في نعال.
فلمّا جلس قام إليه صاحب المسألة الأُولى وقال له : يابن رسول الله ، ما تقول في من قال لامرأته : أنت طالق بعدد نجوم السماء؟!
فقال له : يا هذا ، اقرأ كتاب الله : قال الله تبارك وتعالى : (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ (١)) في الثالثة. فقال السائل : فإن عمّك أفتاني بكيت وكيت.
فالتفت الجواد إلى عمّه عبد الله وقال له : يا عم اتق الله ولا تفتِ وفي الأُمة من هو أعلم منك (٢)!
فقام إليه صاحب المسألة الثانية فقال له : يابن رسول الله ، رجل أتى بهيمة؟!
__________________
(١) البقرة : ٢٢٩.
(٢) يدل على لزوم تقليد الأعلم!