الواسط على نهر فرعي على شرقي دجلة تُسمّى فم الصِلح ، أقام بها مزارع وبنى بها منازل وقصوراً له (١).
وبعد أن استقرّ أمر المأمون أراد أن يأمن جانب الحسن ويحسن علاقته به ويسهّل سبيل الوصول إليه ، فجرت مقدّمات ومراسلات حتى انتهت بتسمية خديجة ابنة الحسن بن سهل التي تلقّب بالفارسية «پوران» (٢) للمأمون.
وفي أول الأُسبوع الثاني من رمضان سنة (٢١٠ ه) قدّم المأمون ابنه العباس في عسكر إلى الحسن برّاً ثمّ اصطحب المأمون معه خليفة الحسن على عسكره دينار بن عبد الله وركب إليه زورقاً في دجلة حتى أرسى على باب قصر الحسن أو جوسق بُني له على شاطئ دجلة بعد الإفطار فأفطر هو والعباس ابنه والحسن ، ودينار بن عبد الله قائم على رجله حتى فرغوا من إفطارهم وغسلوا أيديهم! ثمّ دعا المأمون «بشراب» فاتي بجام «ذهب» فصُبّ فيه وشرب ، ثمّ مدّ يده بجام فيه شراب إلى الحسن ، ولم يكن الحسن يشرب فتباطأ عنه فغمزه دينار! فقال الحسن : يا أمير المؤمنين! أشربه بإذنك وأمرك؟! ثمّ أخذ الجام فشربه!
وكانت العباسة بنت الفضل بعد قتله عند عمها الحسن ، وللحسن ابن يدعى محمداً فزوّجهما المأمون في الليلة الثانية.
وكان المأمون قد حمل معه امرأته أُم جعفر! واخته حمدونة بنت الرشيد ، وكانت ام الحسن حاضرة ، فلما كانت الليلة الثالثة دخل المأمون على «پوران» وعندها جدّتها وحمدونة وام جعفر! ومع المأمون رجال من خاصّته! فلما جلس المأمون إلى پوران كانت جدّتها قد أعدّت صينية ذهب فيها ألف درة
__________________
(١) معجم البلدان لياقوت الرومي ، حرف الفاء.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٤٤٣ وپوران باسم پوراندخت بنت كسرى انوشيروان.