عن الحرام فقال : (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
ثمّ إنّ محمد بن علي ذكر أُم الفضل بنت عبد الله! وبذل لها من الصداق خمسمئة درهم! وقد زوّجتك فهل قبلت يا أبا جعفر؟
قال أبو جعفر عليهالسلام : نعم يا أمير المؤمنين! قد قبلت هذا التزويج بهذا الصداق» (١).
وليس في هذا الخبر خطبة للإمام عليهالسلام ، وروى عن القمي أيضاً عن أبيه عن ابن شبيب : أنّ الإمام عليهالسلام خطب فقال : الحمد لله منعم النعم برحمته ، والهادي إلى فضله بمنّته. وصلّى الله على محمد خير خلقه ، الذي جمع فيه من الفضل ما فرّقه في الرسل قبله ، وجعل تراثه إلى من خصّه بخلافته! وسلّم تسليماً. وهذا أمير المؤمنين زوّجني ابنته (؟) على ما جعل الله للمسلمات على المسلمين : (فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ (٢)) وقد بذلت لها من الصداق ما بذله رسول الله لأزواجه وهو (خمسمئة درهم) ونحلتها من مالي (مئة ألف درهم) زوّجتني يا أمير المؤمنين (٣)؟ ثمّ نقل الخطبة السابقة عن المأمون جواباً.
والمفيد روى بالسند نفسه عن ابن شبيب إلّاأنّه لم يذكر خطبة للمأمون ونسب الخطبة السابقة إلى الإمام عليهالسلام ، وفي آخرها : وقد بذل لها من الصِّداق مَهر جدته فاطمة بنت محمد عليهماالسلام وهو خمسمئة درهم جياد ، فهل زوّجته يا أمير المؤمنين بها على هذا الصَّداق المذكور؟
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ٨٢ ـ ٨٣.
(٢) البقرة : ٢٢٩.
(٣) إثبات الوصية من (ق ٤ ه) : ١١٦ ـ ١١٧.