يجيب مثل هذا الجواب؟ قالوا : لا والله ولا القاضي! فقال لهم : ويحكم! إنّ أهل هذا البيت خلو من هذا الخَلق! أو ما علمتم أنّ أباه علياً عليهالسلام ما دعا رسول الله طفلاً غيره إلى الإيمان وهو ابن اثني عشرة سنة ، وقبل الله ورسوله منه إيمانه ولم يقبل من طفل غيره! أو ما علمتم أنها ذرية بعضها من بعض يجري لآخرهم مثل ما جرى لأوّلهم؟!
فقالوا له : يا أمير المؤمنين! صدقت وكنت أنت أعلم به منّا!
وكان المأمون قد أعدّ ثلاثة أطباق تُنثر على أبي جعفر الجواد عليهالسلام ، فيها رقاع مسك وزعرفان معجون بماء الورد ، وجوفها رقاع : على طبق رقاع عمالات (عمل إداري حكومي سياسي) وفي الطبق الثاني رقاع فيها ضياع (وعقارات) طعمة لمن أخذها ، والثالث فيه بُدر (فيها دنانير ودراهم) فأمر المأمون أن يؤتى بها ، فأمر أن يفرّق الطبق الذي عليه العمالات على بني هاشم (العباسيين وغيرهم) خاصة ، والذي عليه رقاع الضياع على الوزراء! والذي عليه البُدر على قوّاد جنوده (١).
هذا ما جاء في «تحف العقول» و «الاختصاص» عن القمي ، والقمي في «تفسيره» ويزيد عليه ما أخرجه عنه المفيد : بأنّ المأمون قال لأبي جعفر عليهالسلام : يا أبا جعفر! فإن رأيت أن تسأل يحيى (كذا) عن مسألة كما سألك! فقال أبو جعفر ليحيى : أسألك؟ قال : ذلك إليك ـ جعلت فداك! ـ فإن عرفت جواب ما تسألني عنه وإلّا استفدته منك!
__________________
(١) تفسير القمي ١ : ١٨٤ ـ ١٨٥ ، وتحف العقول : ٣٣٢ ـ ٣٣٤ ، والحرّاني من مشايخ المفيد. وفي الاختصاص : ٩٨ ـ ١٠١ عن القمي ، وهو منسوب إلى المفيد ، ويختلف عن نقله في الإرشاد ويوافق التفسير.