أن يستعمل الرضا عليهالسلام جمع بني هاشم (العباسيين) فقال لهم : إني أُريد أن استعمل أبا الحسن علي بن موسى لهذا الأمر بعدي!
فقالوا : أتولّي رجلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة! فابعث إليه يأتنا فترى من جهله ما تستدل به عليه! فبعث إليه فأتاه.
فقال له بنو هاشم (العباسيون) : يا أبا الحسن ، اصعد المنبر وانصب لنا علماً نعبد الله عليه.
فصعد المنبر وقعد عليه مطرقاً لا يتكلم مليّاً! ثمّ انتفض انتفاضة واستوى قائماً ، وحمد الله وأثنى عليه وصلّى على نبيّه وأهل بيته ثمّ قال : أول عبادة الله معرفته ... (١).
وهكذا ينبتر الخبر بلا ذكر لردّ فعل هؤلاء العباسيين بعد سماعهم لكلام الإمام عليهالسلام.
وكان أبو علي الريّان بن الصلت الأشعري القمي (٢) قد استعمله وزير المأمون : الفضل بن سهل بعثه إلى بعض كور خراسان (٣) فروى الصدوق عنه : أن الرضا عليهالسلام قبل أن يُحمل إلى المأمون كان من أخصّ الناس عنده هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني ، وكان عالماً أديباً لبيباً ، فكانت أُمور الرضا تجري على يده ومن عنده ، وتصير الأموال من النواحي كلّها إليه! فلمّا حُمل أبو الحسن إلى المأمون ، تقرّب هشام الراشدي إلى الفضل ذي الرياستين ، فقرّبه الفضل وأدناه ،
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٤٩ ، ١٥٣ ، وذكرها في التوحيد : ٣٤ ، ٤١.
(٢) رجال النجاشي : ١٦٥ برقم ٤٣٧ وابناه محمّد وعلي من رواة الهادي عليهالسلام ، جامع الرواة ١ : ٨٥.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٥٤٧ ، الحديث ١٠٣٦.