ثمّ قال المأمون للرضا : قُم فاخطب الناس ، فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلّى على محمّد وآله ثمّ قال (أيها الناس) : «إنّ لنا حقاً برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولكم علينا حقّ به ، فإذا أدّيتم إلينا ذلك وجب علينا الحق لكم».
وقام الخطباء والشعراء يذكرون ما كان من المأمون في الرضا ويذكرون فضله (١).
وكان ممن كتب في تاريخ الوزراء والكُتّاب : محمّد بن يحيى الصولي الجليس (٢) الشطرنجي (م ٣٣٦ ه) (٣) فروى عنه الصدوق قال : إنّ الخطيب العباس (؟) قام فتكلم فأحسن ثمّ ختم بقوله :
لابد للناس من شمس ومن قمر |
|
فأنت شمس وهذا ذلك القمر |
ثمّ أومأ الرضا عليهالسلام إليهم فأنصتوا ، فقام وقال : الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا رادّ لقضائه (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ (٤)) وصلّى الله على محمّد في الأولين والآخرين ، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
أقول ـ وأنا علي بن موسى بن جعفر ـ إنّ أمير المؤمنين (عضّده الله بالسداد ، ووفّقه للرشاد) عرف من حقنا ما جهله غيره ، فوصل أرحاماً قطعت! وآمن نفوساً فزعت! بل أحياها وقد تلفت! وأغناها إذ افتقرت! مبتغياً رضا ربّ العالمين ، لا يريد جزاءً إلّامن عنده (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ (٥)) و (لَايُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (٦)).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٣٧٦ ، وعنه في الإرشاد ٢ : ٢٦١ ـ ٢٦٢ بلا إسناد.
(٢) التنبيه والإشراف : ٣٠٥.
(٣) هدية الأحباب : ٢١٠.
(٤) غافر : ١٩.
(٥) آل عمران : ١٤٤.
(٦) التوبة : ١٢٠ ، ويوسف : ٩٠.