وفارقهم خليفة فقال : فُدي من المسلمين نحو من أربعة آلاف وستمئة ونحوها من النساء والصبيان (١).
وقاربه ابن العبري فقال : في سنة (٢٣١ ه) اجتمع المسلمون على نهر اللامس على مسيرة يوم من طرسوس ، وكان الواثق قد أمر خاقان خادم الرشيد! أن يمتحن من يُفك من أسرى المسلمين فمن قال : القرآن مخلوق ، وأنّ الله لا يُرى في الآخرة فودي واعطي ديناراً! ومن لم يقل بذلك ترك في أيدي الروم ، فكان المسلمون يطلقون أسيراً رومياً فيطلق الروم أسيراً ، فإذا وصل الأسير إلى المسلمين كبّروا ، وإذا وصل الأسير الرومي إليهم صاحوا : كرياليسون! حتّى فرغوا. فكان عدة أُسارى المسلمين : أربعة آلاف وأربعمئة وستين نفساً ، والنساء والصبيان ثمانمئة! ومئة نفس من أهل الذمة مع المسلمين!
وبعد فراغ المسلمين من مفاداة أسراهم من الروم غزوهم ، وكان الفصل شتاءً ، فأصابتهم أمطار وثلوج فأُسر منهم مئتان أيضاً ، ومات مئتان ، وغرق نحوهم في البدندون (٢).
ولا مرجّح لقول المُقلّين فالراجح قول المكثرين.
ومن ردود الأفعال للإصرار على القول بخلق القرآن ، ما حدث في بغداد كما يلي :
قال اليعقوبي : وصار أحمد بن نصر الخزاعي البغدادي لبعض أُموره إلى أحمد بن أبي دؤاد الإيادي القاضي في سامراء ، فردّه ولم يقض أمره ، فجعل يشهد عليه بالكفر لقوله بخلق القرآن حتّى مال معه قوم للعصيان بسبب
__________________
(١) تاريخ خليفة : ٣١٩.
(٢) مختصر تاريخ الدول لابن العبري : ١٤١.