القرآن غضباً للدين! فخرجوا معه يضربون الطبول إلى ناحية صحراء أبي السريّ. وبلغ خبرهم إلى الواثق.
فكتب الواثق إلى إسحاق بن إبراهيم الخزاعي والي بغداد بإشخاص أحمد بن نصر الخزاعي ، فأشخصه إليه ، فكلّمه بكلام غليظ ، وحضر قوم فشهدوا عليه بشهادات ، وأبى أن يقول بخلق القرآن فشتمه الواثق فردّ عليه بمثله! فضرب عنقه بيده ، وصلبه بسامراء ، ووجّه برأسه فنُصب بالجانب الشرقي ببغداد (١) هذا ما قاله اليعقوبي.
وقال السيوطي : كان أحمد بن نصر من أهل الحديث ، فقام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! فأحضره الواثق موثوقاً إلى سامراء ، فسأله عن القرآن ورؤية الله يوم القيامة! فقال : أما القرآن فليس بمخلوق! ولرؤية الله يوم القيامة روى له الحديث! فكذّبه الواثق! فقال له : بل أنت تكذب! فقال له : ويحك! يُرى كما يُرى المحدود المتجسّم ويحويه مكان ويحصره الناظر؟! إني كفرت بربّ صفته ما تقولون فيه.
وكان حول الواثق جماعة من فقهاء «المعتزلة» فقالوا له : هو حلال الدم! فدعا بالنطع وأخذ السيف ، وأُجلس أحمد عليه مقيداً ، فمشى الواثق إليه حتّى ضرب عنقه! ونُصب رأسه ببغداد وكتبت ورقة علقت في أُذنه فيها : هذا رأس أحمد بن نصر بن مالك دعاه عبد الله الإمام هارون إلى القول بخلق القرآن ونفي التشبيه فأبى إلّا المعاندة! فعجّله الله إلى ناره! ووُكل بالرأس من يحفظه ويصرفه برمحه عن القبلة (٢).
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٤٨٢.
(٢) تاريخ الخلفاء للسيوطي : ٤٠٠ ، ٤٠١ وقال : استمر ذلك ست سنين حتّى أنزله المتوكل ، وادّعى عن الموكّل بالرأس أنّه كان بالليل! يستدير إلى القبلة فيقرأ سورة يس!! فهو بعين الرضا!!