(أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (١)) وقال : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ (٢)) وقال : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا (٣)) وقال : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ (٤)).
يا فتح ، فكما لا يوصف الجليل جلّ جلاله ، والرسول والخليل ، وولد البتول ، كذلك لا يوصف المؤمن المسلّم لأمرنا. فنبيّنا أفضل الأنبياء ، وخليلنا أفضل الأخلّاء وأكرم الأوصياء ، واسمهما أفضل الأسماء ، وكنيتهما أفضل الكنى وأحلاها ، لو لم يجالسنا إلّاكفو لم يجالسنا أحد ، ولو لم يزوّجنا إلّاكفو لم يزوّجنا أحد. و (قد) ورث عنهما أوصياؤهما علمهما ، فأردد إليهم الأمر وسلّم إليهم ، أحياك الله حياتهم وأماتك مماتهم. ثمّ قال لي : إذا شئت رحمك الله.
وكان الفتح الجرجاني الراوي اختلج في ليلتها في صدره وقال في نفسه : متى أيقنت أنهم كذا فهم أرباب! قال : فلمّا كان الغد تلطّفت للوصول إليه فتوصّلت فسلّمت عليه فردّ السلام ، فقلت له :
يابن رسول الله ؛ أتأذن لي في مسألة اختلج أمرها في صدري في ليلتي هذه؟
فقال لي : أما الذي اختلج في صدرك في ليلتك فإن شاء العالم أخبرك : إنّ الله لم يُظهر على غيبه أحداً إلّامن ارتضى من رسول ، فكل ما كان عند الرسول كان عند العالم ، وكل ما اطّلع عليه الرسول فقد اطّلع أوصياؤه عليه ؛ لئلّا تخلو الأرض من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته!
__________________
(١) النساء : ٥٩.
(٢) النساء : ٨٣.
(٣) النساء : ٥٨.
(٤) الأنبياء : ٧.