فيظهر من الخبر أن الزيارة كانت للنصف من شعبان ، فلعلّه كان بادرة الأخبار إليه ثمّ توالت بغيره كما مرّ.
وأسند الطوسي عن الكاتب الثقفي عن الحسين بن محمد العمّاري حفيد عمّار بن ياسر : أنّ إبراهيم الديزج حدثه قال : بعثني المتوكل إلى كربلاء لتغيير قبر الحسين عليهالسلام! وكتب معي إلى قاضي الكوفة جعفر بن محمد بن عمّار : أن أنبش قبر الحسين عليهالسلام!
قال : فأخذت خاصة غلماني وأتيته فنبشته فوجدت رائحة المسك ثمّ بدن الحسين على بارية كأ نّها جديدة! فأمرتهم بتركه بحاله وطرح التراب عليه.
ثمّ أطلقت عليه الماء وأمرت بالبقر لتمخره وتحرثه ، فكانت إذا جاءت إلى الموضع رجعت عنه! فحلفت لغلماني بالله وبالأيمان المغلّظة لئن ذكر أحد هذا لأقتلنّه!
فلمّا سألني القاضي : ما صنعت؟ قلت : قد فعلت ما أُمرت به فلم أجد شيئاً! فكتب به إلى المتوكل (١).
فأمّا الاعلام العام فأنّه لم يجد شيئاً! وأما الخاص للخواص مثل حفيد عمّار بن ياسر فأنّه وجده طرياً!
ثمّ أسند الطوسي عن أبي برزة الفضل بن محمد قال : كنت جار إبراهيم الديزج ، ومرض فكنت أعوده ، وكان عنده الطبيب ثمّ قام فخرج وخلا الموضع فسألته عن حاله فقال : اخبرك وأستغفر الله! إنّ المتوكل أمرني بالخروج إلى «نينوى» إلى قبر الحسين عليهالسلام لنكربه ونطمس أثر القبر!
__________________
(١) أمالي الطوسي : ٣٢٦ ، الحديث ١٠٠ ، المجلس ١١.