لآدم. فيعقوب وولده ومعهم يوسف سجدوا شكراً لله تعالى على اجتماع شملهم وقال في شكره : (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ ... (١)).
وسألت عن قول الله تعالى : (قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ (٢)) هو آصف بن برخيا ، وسليمان لم يعجز عن معرفة ما عرفه آصف ، ولكنه أحبّ أن يُعرّف أُمته من الإنس والجن أنّه الحجة من بعده. بل ذلك من علم سليمان أودعه بأمر الله إلى آصف ، فأحبّ أن لا يُختلف في إمامته وولايته من بعده ، ولتأكيد الحجة على الخلق!
وأما قوله : (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ (٣)) فإنّ المخاطب بذلك رسول الله ، ولم يكن هو في شك ممّا أنزل الله إليه ، ولكن قالت الجَهلة : كيف لم يبعث الله نبياً من الملائكة؟! وكيف لم يفرّق الله بينه وبين الناس في الاستغناء عن المأكل والمشرب والمشي في الأسواق؟! فأوحى الله إلى نبيّه : أن اسأل الذين يقرؤون الكتاب بمحضر من الجهلة : هل بعث الله قبلك نبيّاً إلّاوهو يأكل الطعام؟ فلك يا محمد أُسوة بهم.
وإنّما قال : (فَإِنْ كُنْتَ) ولم يكن ، للنصَفة ، كما قال : (فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٤)) ولو قال : فنجعل عليكم لعنة الله لم يجيبوا إلى المباهلة ، فكذا عرف النبيّ أنّه صادق فيما يقول ولكن أحبّ أن يُنصف من نفسه.
وأما قوله : (وَلَوْ أَنَّ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ (٥)) فهو كذلك لو أنّ
__________________
(١) يوسف : ١٠١.
(٢) النمل : ٤٠.
(٣) يونس : ٩٤.
(٤) آل عمران : ٦١.
(٥) لقمان : ٢٧.