أشجار الدنيا أقلام والبحر مداد يمده سبعة أبحر مدّاً ما نفدت كلمات الله! ونحن كلمات الله التي لا تُدرك فضائلنا ولا تستقصى.
وأما قوله : (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً (١)) فمعاذ الله أن يكون الجليل العظيم عنى ما لبّست على نفسك تطلب الرخص لارتكاب الحرام (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً* يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (٢)) إن لم يتب! وإنّما يزاوج الله الذكران (من الأجنة في الأرحام).
وأما الجهر في صلاة الفجر ؛ فذلك لأنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله كان يغلّس بها ، فقراءتها من الليل.
وأما ما جاز من شهادة امرأة وحدها ؛ فهي القابلة جازت شهادتها مع الرضا ، فإن لم تكن (موضع) رضا فلا أقلّ من امرأتين تقومان بدلاً عن الرجل ، للضرورة ؛ لأنّ الرجل لا يمكنه أن يقوم مقامها ، فإن كانت وحدها قُبل قولها مع يمينها.
وأما قول أمير المؤمنين عليهالسلام : «بشّر قاتل ابن صفيّة بالنار» فلقول رسول الله به ، وكان ممّن سيخرج يوم النهروان وعلم أمير المؤمنين أنّه سيُقتل في فتنة النهروان فلم يقتله بالبصرة.
وأما قولك : إنّ علياً يوم الجمل لم يتّبع مولّياً ولم يجهز على جريح وآمن من ألقى سلاحه ، وقاتل أهل صفّين مقبلين ومدبرين وأجهز على جريحهم ؛ فإنّ أهل الجمل قُتل إمامهم فلم تكن لهم فئة يرجعون إليها ، وإنما رجعوا إلى منازلهم غير متحاربين ولا محتالين ولا متجسّسين ولا متبارزين ، بل رضوا بالكف عنهم ،
__________________
(١) الشورى : ٥٠.
(٢) الفرقان : ٦٨ ، ٦٩.