الكوفة لم يتخلّف عن سلامه وتهنئته أحد حتى من الهاشميين آل علي عليهالسلام إلّا علي بن محمد العلوي الحِمّاني فإنه قعد عن سلامه ولم يمضِ إليه! فتفقّده الحسين بن إسماعيل وسأل عنه وبعث جماعة فأحضروه ، فأنكر الحسين عليه تخلّفه عن سلامه! فقال له : أردت أن آتيك مهنئاً بالفتح وداعياً بالظفر؟! ثمّ أنشد شعراً :
قتلت أعزّ من ركب المطايا |
|
وجئتك استلينُك في الكلام؟! |
وعزّ عليَّ أن ألقاك إلّا |
|
وفيما بيننا حدّ الحسام! |
فقال له الحسين بن إسماعيل : أنت موتور ، فلست أنكر عليك ما كان منك! بل خلع عليه وحمله إلى منزله!
وفي بغداد دخل الناس إلى محمد بن عبد الله بن طاهر يهنئونه بالفتح ، وكان في بغداد من الجعفريين الطالبيين أبو هاشم الجعفري داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار ، وكان ذا علم وزهد ونسك وورع ، صحيح العقل سليم الحواس ، فدخل أبو هاشم مع الناس على ابن طاهر فقال له : أيها الأمير! إنك لتُهنّأ بقتل رجل لو كان رسول الله صلىاللهعليهوآله حيّاً لعُزّي به! فتحمّله محمد بن طاهر ولم يجبه ، فخرج أبو هاشم وهو يقول شعراً :
يا بني طاهرٍ كلوه وبيّاً |
|
إنّ لحم النبيّ غير مريٍ |
إن وتراً يكون طالبه الل |
|
ه لوتر بالفوت غير حريّ |
فلمّا رأى طاهر ذلك وما عليه الناس أمر بإنزال الرأس (١).
لكن الأُموي الزيدي مع زيدية يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي عليهالسلام كما مرّ عن اليعقوبي ، ويؤيّده ما مرّ آنفاً في شعر أبي هاشم الجعفري «إنّ لحم النبيّ غير مريٍّ» فإنّ لحم الطالبي الجعفري ليس من «لحم النبيّ» ولعلّ
__________________
(١) مروج الذهب ٤ : ٦٣ ـ ٦٦.