المسعودي قاسه على جعفرية أبي هاشم الجعفري ولم يتنبّه لدلالة شعره ، نعم أُمه هي أُم الحسن بنت عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار ، والمسعودي جعله من جعفريَّين!
وقال : حبسه المتوكل في دار الفتح بن خاقان مدة ثمّ أطلق ، فعاد إلى بغداد فلم يزل بها مدة ، ثمّ خرج إلى الكوفة فدعا إلى الرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآله ، فلمّا أراد الخروج خرج إلى قبر الحسين عليهالسلام وأظهر دعوته لمن حضر من زوّاره ، فاجتمع إليه جمع من الأعراب ، فدخل بهم ليلاً إلى الكوفة وهم ينادون : أيها الناس! أجيبوا داعي الله! حتى اجتمع إليه خلق كثير ، فلمّا أصبح وجّه إلى الصرّافين الذين عندهم أموال السلطان فأخذها منهم ثمّ استولى على بيت مال الكوفة.
وكان على الكوفة عبد الله بن محمود وقد ذهب بجنده إلى بعض قرى الكوفة ، وكان يحيى بن عمر الزيدي صار بأصحابه إلى بني حِمّان بالكوفة واجتمع إليه أهلها إذ أقبل إليه عبد الله بن محمود بجنوده المرتّبين فوثب إليه يحيى وحمل على عبد الله فضربه على وجهه فانهزم وانهزم أصحابه.
ثمّ خرج إلى قرية الوازار (البازار) ثمّ إلى جنبلا ، وبلغ خبره إلى بغداد ، فندب له محمدُ بن عبد الله بن طاهر الخزاعي ابنَ عمه الحسينَ بن إسماعيل الخزاعي (مولاهم) وضمّ إليه عدداً من قوّاده. وكان هوى أهلِ بغداد مع يحيى بن عمر الزيدي البغدادي! فهؤلاء نفذوا إليه على كراهة!
وارتحل يحيى حتى نزل قرية البحرية ، ثمّ مضى يعود إلى الكوفة ، ونزل الحسين الخزاعي قرية شاهي وشربوا الماء العذب وأراحوا وقويت عساكرهم وخيلهم. أما أصحاب يحيى فقد تعبت خيلهم ورجالهم ، وكان يحيى نزقاً في الحرب فلمّا بدأ الحرب كان يحمل وحده فيرجع ، وحمل مرة كما كان يفعل فصُرع في وسطهم فلمّا رآه زعيم بني عجل الهيضم العجلي مصروعاً انصرف بأصحابه