فكان أول من انهزم منهم ثمّ انهزم سائرهم. ولم يزل يحيى يقاتل مكانه حتّى قتل ، فنزل إليه سعد الضبابي وأخذ رأسه إلى الحسين الخزاعي (مولاهم).
وانفكأ الخزاعي إلى بغداد ومعه رأس يحيى بن عمر ، فلمّا دخل به إلى بغداد جعل أهلها يصيحون عليه إنكاراً حتى كان الغوغاء والصبيان يصيحون في الطرقات : ما قُتل وما فرّ! ولكن دخل البر! فلمّا أدخل رأس يحيى إلى دار ابن طاهر اجتمع جمع من أهل بغداد يهنئونه بالفتح.
فكان في من دخل عليه أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، وكان ذا عارضة ولسان لا يبالي بمن استقبل من الكبراء وأصحاب السلطان ، فقال لابن طاهر : أيها الأمير قد جئتك مهنئاً بما لو كان رسول الله صلىاللهعليهوآله حيّاً لعُزّي به! فتحمّله ابن طاهر ولم يجبه بشيء.
وأُدخل الأُسارى من أصحاب يحيى إلى بغداد في أسوأ حال وكانوا يساقون حفاة سوقاً عنيفاً فمن تأخر منهم ضُربت عنقه! منهم إسحاق بن جناح صاحب شرطة يحيى الزيدي. فورد كتاب المستعين بتخلية سبيلهم فخلّوهم إلّا إسحاق بن جناح فإنه لم يزل محبوساً حتى الموت.
وقال ابن طاهر لنسائه وأخواته وحرمه : إنّ هذه الرؤوس من قتلى أهل هذا البيت لم تدخل بيت قوم إلّاخرجت منهم النعمة وزالت عنهم الدولة ، فتجهّزن للخروج وأمر بإشخاصهن إلى خراسان فتجهّزن للخروج (١).
وذكر الزيدي الأُموي ليحيى الزيدي عدّة مراثي ، ثلاثة منها لعلي بن محمد بن جعفر العلوي الحِمّاني الكوفي منها ما مرّ خبره عن المسعودي ، بدون قصته (٢).
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ٤٢٠ ـ ٤٢٣.
(٢) مقاتل الطالبيين : ٤٢٩ و ٤٣٠.