وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ (١)) والله عزوجل يقول : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً (٢)).
وممّا استحقّ به اللعنة من الله ورسوله : إدّعاؤه «زياد بن سميّة» جرأة على الله ، والله يقول : (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللهِ (٣)) ورسول الله يقول : «ملعون من ادّعى إلى غير أبيه ، أو انتمى إلى غير مواليه» وقال : «الولد للفراش وللعاهر الحجر». فخالف (معاوية) حكم الله عزوجل وسنّة نبيه صلىاللهعليهوآله جهاراً إذ جعل الولد لغير الفراش والعاهر لا يضرّه عهره ، فأدخل بهذه الدعوى على أُم حبيبة زوجة النبي ومحرمه من سفر وجها له ما قد حرّمه الله وكذا في غيرها ، وأثبت بها قربى قد باعدها الله ، وأباح ما قد حضره الله ، ممّا لم يدخل على الإسلام مثله خلل قبله ، ولم ينل الدين تبديل مثله.
ومنه : دعاؤه عباد الله إلى ابنه «يزيد» المتكبّر الخمير ، صاحب الديوك والفهود والقرود ، وأخذه له البيعة من خيار المسلمين بالاخافة والتهديد والتوعيد والرهبة والسطوة! وهو يعلم سفهه ومطلع على خبثه ورهقه ، ويعاين كفره وفجوره وسكرانه.
فلمّا تمكّن يزيد فيما مكّنه أبوه فيه ووطّأه له وعصى الله ورسوله فيه ، طلب بثارات المشركين وطوائلهم عند المسلمين .. فظنّ أنه قد انتقم من أولياء الله وبلغ فيه الغاية لأعداء الله ، فقال مجاهراً لكفره ومظهراً لشركه :
ليت أشياخي ببدر ، شهدوا |
|
جزع الخزرج من وقع الأسل |
قد قتلنا القرم من ساداتهم |
|
وعدلنا ميل بدر فاعتدل |
فأهلّوا واستهلوا فرحاً |
|
ثمّ قالوا : يا يزيد لا تُشل |
__________________
(١) المنافقون : ٨.
(٢) النساء : ٩٣.
(٣) الأحزاب : ٥.