لست من «خِندف» إن لم انتقم |
|
من «بني أحمد» ما كان فعل |
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ، ولا وحي نزل |
وهذا هو المروق من الدين ، وقول من لا يرجع إلى الله ولا إلى رسوله وكتابه ودينه ، ولا يؤمن بالله ولا بما جاء من عند الله.
وإنّ من أغلظ ما انتهك وأعظم ما اجترم : سفكه دم الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله مع موقعه من رسول الله صلىاللهعليهوآله ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل ، وشهادة رسول الله صلىاللهعليهوآله له ولأخيه بسيادة أهل الجنة! اجتراء على الله وكفراً بدينه وعداوة لرسوله ومجاهدة لعترته واستهانة بحرمته ، فكأنما يقتل به وبأهل بيته قوماً من كفّار الترك والديلم ، لا يخاف من الله نقمة ولا يرقب منه سطوة! فبتر الله عمره واجتثّ أصله وفرعه وسلبه ما تحت يده ، وأعدّ له من عذابه وعقوبته ما استحقه من الله بمعصيته.
هذا إلى ما كان من «بني مروان» من تبديل كتاب الله وتعطيل أحكامه ، واتخاذ مال الله دولاً بينهم ، وهدم بيته واستحلال حرامه ونصبهم المجانيق عليه ورميهم إياه بالنيران ، لا يألونه إحراقاً وإخراباً ولما حرّم الله منه استباحة وانتهاكاً ، ولمن لجأ إليه قتلاً وتنكيلاً ، ولمن أمّنه الله به إخافة وتشريداً.
حتى إذا حقت عليهم كلمة العذاب واستحقوا من الله الانتقام وملؤوا الأرض بالجور والعدوان ، وعمّوا عباد الله بالظلم والاقتسار ، وحلّت عليهم السخطة ونزلت بهم من الله السطوة .. أتاح الله لهم من «عترة نبيّه وأهل وراثته»! من استخلصهم منهم بخلافته ، مثل ما أتاح الله من أسلافهم المؤمنين وآبائهم المجاهدين لأوائلهم الكافرين! فسفك الله بهم دماءهم مرتدّين ، كما سفك بآبائهم دماء آبائهم الكفرة المشركين ، وقطع الله دابر القوم الظالمين والحمد لله رب العالمين ، ومكّن الله المستضعفين ، وردّ الله الحقّ إلى أهله «المستحقين» ...