فلم يقبلها دعبل وقال : لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت (إلى هنا) ولكن قولي له : هب لي ثوباً من ثيابك! فرجعت الجارية بجوابه فأخرج له جبة من ثيابه وبعث بها معها إليه وقال لها : قولي له : خذهما ، فأخذهما (١).
وقال المسعودي (م ٣٤٦ ه) : قال دعبل بن علي الخزاعي في قصيدة له أولها : «مدارس آيات خلت من تلاوة» ثمّ ذكر بيتين في مواضع بعض قبورهم (٢).
وقال الإصفهاني الأموي (م ٣٥٦ ه) : قصد بها علي بن موسى الرضا عليهالسلام بخراسان ، قال : دخلت عليه فأنشدته .. حتّى انتهيت إلى آخرها ، فقال لي ثلاث مرات : أحسنت ، ثمّ أمر (بعشرة آلاف درهم) مما ضُرب باسمه ولم تكن دُفعت بعدُ إلى أحد! وأمر الخادم فأخرج لي من منزله حلياً كثيراً .. فحصل لي (مئة ألف درهم) واستوهب منه ثوباً قد لبسه ، ليجعله في أكفانه ، فخلع جبّة كانت عليه وأعطاها له (٣) ولم يذكر تمام القصيدة في كل كتابه الطويل!
وأسند الصدوق عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ـ وكأنه كان حاضراً ـ قال : دخل دعبل على الرضا عليهالسلام في مرو فقال له : يابن رسول الله ، إنّي قد قلت فيك (فيكم ظ) قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك.
فقال عليهالسلام : هاتها ، فأنشده :
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٥٠٤ ـ ٥٠٥ ، الحديث ٩٧٠ بتصرف يسير. والظاهر أن كلمة الجارية مصحف عن الخادم كما في الأخبار التالية.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٢٩٧.
(٣) الأغاني ٢٠ : ١٣٢ و ١٦٢ وانظر الغدير ٣ : ٤٩٧.