وصاحب عمرو بن عبد وَدّ في المبارزة (في الخندق) وأخو رسول الله حين آخى بين المسلمين ، وهو صاحب قوله سبحانه : (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (١)).
وهو زوج فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وسيدة نساء العالمين ، وهو ختن خديجة وابن عمّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو ابن أبي طالب في نصرته وجهاده ، وهو نفس رسول الله في يوم «المباهلة».
وهو الذي لم يكن أبو بكر وعمر ينفّذان حكماً حتّى يسألانه عنه! فما رأى إنفاذه نفّذاه وإلّا ردّاه! وهو الذي أُدخل في «الشورى» من بني هاشم ، ولعمري لو قدروا على دفعه عنه كما دفعوا العباس ووجدوا إلى ذلك سبيلاً لدفعوه!
وأما تقديمكم العباس عليه فإنّ الله يقول : (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لَايَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ (٢)).
والله لو كان ما في أمير المؤمنين من الفضائل والمناقب والآي المفسَّرة من القرآن ، في رجل واحد من رجالهم غيره خَلّة واحدة ، لكان بتلك الخَلّة متأهّلاً مستأهلاً للخلافة مقدَّماً على أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله!
ثمّ لم تزل الأُمور إلى أن ولي أُمور المسلمين ، فلم يُعن بأحد من بني هاشم عنايته بعبد الله بن عباس! تعظيماً لحقه وصلة لرحمه وثقة به! فكان من أمره ما يغفر الله له (٣)!
__________________
(١) هل أتى : ٨.
(٢) التوبة : ١٩.
(٣) يبدو أنّه يشير إلى تهمة اختلاسه من بيت مال البصرة ، وقد مرّ الجواب والصواب فيها فراجع وانظر.