(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ (١)) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين ، فالملك هاهنا هو الطاعة لهم.
فقال له العلماء : فأخبرنا هل فسّر الله الاصطفاء في الكتاب؟ فقال : لقد فسّره في اثني عشر موضعاً :
فأول ذلك قوله عزوجل : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢)) وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال عنى الله بذلك الآل فذكرهم لرسول الله صلىاللهعليهوآله. فهذه واحدة.
والآية الثانية في الاصطفاء قوله عزوجل : (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (٣)) وهذا فضل لا يجهله أحد إلّامعاند ضال!
والآية الثالثة : (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ (٤)) فأبرز النبي صلىاللهعليهوآله علياً وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم وقرنهم بنفسه .. عنى بالأبناء الحسن والحسين عليهماالسلام وعنى بالنساء فاطمة عليهاالسلام ، فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد ، وفضل لا يلحقهم فيه بشر ، وشرف لا يسبقهم إليه خلق ؛ إذ جعل نفسَ علي كنفسه .. ومما يدل على ذلك قول النبي صلىاللهعليهوآله : «لينتهيُنَّ بنو وليعة (من كندة) أو لأبعثنّ إليهم رجلاً مني كنفسي» يعني علي بن أبي طالب عليهالسلام.
والآية الرابعة : قول الله عزوجل : (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً (٥)) ففي هذه الآية منزلة هارون
__________________
(١) النساء : ٥٤.
(٢) الشعراء : ٢١٤.
(٣) الأحزاب : ٣٣.
(٤) آل عمران : ٦١.
(٥) يونس : ٨٧.