من موسى .. وفي هذا تبيان قوله صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام : «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى» ففيه منزلة علي عليهالسلام من رسول الله صلىاللهعليهوآله. ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلىاللهعليهوآله حين قال : «ألا إنّ هذا المسجد لا يحل لجنب إلّالمحمد وآله» فأخرج الناس من مسجده ما خلا «العترة» حتّى تكلّم الناس في ذلك وتكلّم العباس فقال : يا رسول الله ، تركت علياً وأخرجتنا؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «ما أنا تركته وأخرجتكم ، ولكن الله عزوجل تركه وأخرجكم»!
فقال العلماء : يا أبا الحسن ، هذا الشرح والبيان لا يوجد إلّاعندكم معاشر «أهل بيت» رسول الله!
فقال : ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله يقول : «أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها» ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء ، والطهارة ما لا ينكره ـ والله ـ إلّامعاند! والحمد لله على ذلك ، فهذه الرابعة.
والآية الخامسة : قول الله عزوجل : «وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ (١)) ولما نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : ادعو لي فاطمة ، فدُعيت له ، فقال لها : «يا فاطمة ، هذه فدك وهي مما لم يوجَف عليه بالخيل والركاب ، فهي لي خاصة من دون المسلمين ، وقد جعلتها لك ، لما أمرني الله تعالى به ، فخذيها لك ولولدك» خصوصية خصهم الله العزيز الجبار واصطفاهم بها على الأُمة ، فهذه الخامسة.
والآية السادسة : قول الله عزوجل : (قُلْ لَاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (٢)) وقد حكى الله عزوجل عن نوح في كتابه قال : (يَا قَوْمِ لَاأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِي إِلَّا عَلَى اللهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي
__________________
(١) الإسراء : ٢٦.
(٢) الشورى : ٢٣.