الرضا مع أهل الأديان) ثمّ ذكر طريقه إليه (١) هذا الهاشمي النوفَلي أفاد أنّه رحل من العراق لزيارة الرضا عليهالسلام في مرو خراسان ، قال : كان ياسر الخادم يتولّى أمر أبي الحسن عليهالسلام (من قبل المأمون) فبينا نحن عند أبي الحسن الرضا عليهالسلام في حديث لنا (مساءً ظ) إذ دخل علينا ياسر الخادم فقال له :
يا سيدي ، إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام ويقول لك : فداك أخوك! (ولعلّه كان قبل مصاهرته) إنّه اجتمع (كذا) إليّ أصحاب المقالات وأهل الأديان والمتكلمون من جميع الملل! فرأيك في البكور إلينا إن أحببت كلامهم! وإن كرهت ذلك فلا تتجشّم! وإن أحببت أن نصير إليك خفّ ذلك علينا؟
فقال أبو الحسن : أبلغه السلام وقل له : قد علمت ما أردت! وأنا صائر إليك بكرة إن شاء الله.
فلمّا مضى ياسر التفت إليّ (النوفَلي) وقال لي : يا نوفَلي ؛ أنت عراقي ، والعراقيّ دقيق ؛ فما عندك في جمع ابن عمك علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات؟
فقلت له : جعلت فداك! يريد الامتحان أن يعرف ما عندك؟! ولقد بنى على أساس غير وثيق ، وبئس ما بنى والله! إنّ أصحاب الكلام خلاف العلماء ، ذلك أن العالم لا ينكر غير المنكر ، وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهتة : إن احتجت عليهم بأن الله واحد ، قالوا : صحّح وحدانيّته ، وإن قلت : إنّ محمّداً رسول الله صلىاللهعليهوآله قالوا : أثبت رسالته ، ثمّ هم يباهتون الرجل وهو يطلّ عليهم بحجته ويغالطونه حتّى يترك قوله! فاحذرهم جعلت فداك!
__________________
(١) رجال النجاشي : ٣٧ برقم ٧٥ وقطع القاموس باتحادهم ج ٣ : ٣٦٧ برقم ٢٠٣٥ و ٣٧٢ برقم ٢٠٤١ و ٤٢ و ٥٢٦ برقم ٢٢٥١ وإن لم يحكم به الخوئي كما في المفيد من معجم رجال الحديث : ١٥٤ و ١٥٥ و ١٧٩ و ١٨٠.