.................................................................................................
______________________________________________________
عليه السلام يحكم بعلمه ، لعصمته ، فعلمه يقيني ، واما غيره فهو موضع الخلاف (١).
قلت : ومعارضة السيد لأبي علي فيما أبطل به قوله ، حيث يقول : وكيف يخفى على ابن الجنيد هذا الذي لا يخفى على أحد ، أو ليس قد روت الشيعة الإمامية كلها ما هو موجود في كتبها ومشهور في رواياتها : انّ النبيّ صلّى الله عليه وآله ادعى عليه أعرابي سبعين درهما عن ناقة باعها منه ، فقال صلّى الله عليه وآله : قد أوفيتك ، فقال الأعرابي : اجعل بيني وبينك رجلا حكما يحكم بيننا ، فاقبل رجل من قريش ، فقال له النبيّ صلّى الله عليه وآله : احكم بيننا ، فقال للأعرابي : ما تدّعي على رسول الله؟ قال : سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه ، فقال : ما تقول يا رسول الله؟ قال : قد أوفيته ، فقال للأعرابي : ما تقول؟ قال : لم يوفني ، فقال لرسول الله : ألك بينة على انك قد أوفيته؟ فقال صلّى الله عليه وآله : لا فقال للأعرابي : أتحلف انك لم تستوف حقك وتأخذه؟ فقال : نعم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لاحاكمن هذا الرجل الى رجل يحكم فينا بحكم الله عز وجل ، فاتى رسول الله صلّى الله عليه وآله الى علي بن أبي طالب ، ومعه الأعرابي ، فقال علي عليه السلام : ما لك يا رسول الله؟ فقال صلّى الله عليه وآله : يا أبا الحسن احكم بيني وبين هذا الأعرابي ، فقال عليه السلام : ما تدعي على رسول الله صلّى الله عليه وآله؟ قال : سبعين درهما ثمن ناقة بعتها منه ، فقال : يا رسول الله ما تقول؟ فقال : قد أوفيته ثمنها ، فقال عليه السلام للأعرابي : أصدق رسول الله فيما قال؟ قال : لا ، ما أوفاني ، فأخرج علي عليه السلام سيفه فضرب عنقه ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله : لم فعلت ذلك يا علي؟ فقال يا رسول الله نحن نصدقك على أمر الله ونهيه ، وأمر الجنة
__________________
(١) الإيضاح : ج ٤ كتاب القضاء ص ٣١٢ س ٢١ قال : اتفقت الإمامية كافة على ان الامام عليه السلام يحكم بعلمه لعصمته ، فعلمه يقيني.