(من همدان) ومعنا ابنه يحيى ، ولم يزل الناس يتصدّعون عنّا حتّى بقينا في رهط لا يكونون عشرة ، ومع يحيى أبو الصبّار العبدي ، فقلت له : أين تريد؟ فهذا الصبح قد غشيك! فقال : اريد النهرين : نهري كربلاء.
فخرجنا نحن والرهط معه من الكوفة وسمعنا أذان المؤذّنين ، وبلغنا النُخيلة فصلينا فيها الصبح ، ثمّ توجّهنا نحو نينوى ، فقال : إنّي اريد دار سابق مولى بشر بن عبد الملك ، فانتهينا إلى نينوى ليلاً وأتينا منزل سابق فدعوته على الباب فخرج إلينا ، فخلّفته عنده ، وذلك آخر عهدي به (١).
وروى الطبري عن أبي عبيدة معمر بن المثنى البصري قال : قال رجل أسدي ليحيى بن زيد : إنّ أهل خراسان لكم «شيعة» فالرأي أن تخرج إليها. فلمّا سكن الطلب خرج يحيى في نفر من «الزيدية» إلى خراسان (٢) فخرج يحيى إلى المدائن في طريقه إلى خراسان ، ونزل بها على دهقان من أهلها إلى أن خرج منها إلى الريّ.
وبلغ ذلك يوسف بن عمر فسرّح في طلبه حريث الكلبي فورد المدائن وقد خرج منها يحيى ففاته (٣).
وكان الإمام السجّاد عليهالسلام قد أملى على ابنيه زيد والباقر خمسة وسبعين دعاءً ، وهي التي تسمّى «الصحيفة السجادية» فورثها الصادق عن الباقر عليهماالسلام ، وورثها عن زيد ابنه يحيى ، وكأنّه أدرك دعاءً منها في الصحيفة عند الصادق عليهالسلام فكان يطلبه منه فيأبى عليه.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٧ : ١٨٧ ومقاتل الطالبيين : ١٠٤.
(٢) تاريخ الطبري ٧ : ١٨٩.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٠٤.