فمات عنها (١) فرجعت هند بميراثها منه. فقال عبد الله بن الحسن لأُمه فاطمة بنت الحسين : اخطبي لي هنداً. فقالت له : أتطمع في هند وقد ورثت من عبد الله بن عبد الملك ما ورثته ، وأنت تَرِب لا مال لك؟! إذن تردّك! فتركها ، وخطبها هو من أبيها فتزوّجها وأقام عندها سبعاً ثم غدا على امّه فاطمة في غير ثيابه الأُولى! فقالت له : يا بُنيّ من أين لك هذا؟ قال : من عند التي زعمتِ أنها تردّني (٢)!
وكأنّها كانت تدّعي عليه الحمل منه ولا تلد إلى أربع سنين! وكأنه أراد أن يتزوّج عليها فاتّهمها أنها تدّعي عليه الحمل منه خوفاً من أن يتزوج عليها ، فشكاها بذلك إلى أبيها! فجاءها أبوها أبو عبيدة وقال لها : أنت متحابلة (تدّعين الحبل) على عبد الله بن الحسن فرقاً أن يتزوّج عليك؟! فسدّت بوجهه باب بيتها وقالت له : يا أبه أنا لا أكذب عليه فوربّ الكعبة البيت الحرام إني لحامل! ثمّ ولدت ابنها على رأس أربع سنين (٣)! فسمّاه محمّداً ، وكان ذلك في سنة مئة للهجرة ، على عهد عمر بن عبد العزيز ، ففرض له شرف العطاء.
وكانت فاطمة بنت الحسين عليهالسلام أُم عبد الله هي التي تقبّل نساء بنيها وأهل بيتها حتّى قال لها بنوها : نخشى أن نُسمّى بني القابلة! فقالت لهم : إنَّ لي طلبة لو ظفرت بها لتركت ما ترون! فلمّا كانت الليلة التي ولد فيها محمّد بن عبد الله قالت لهم : يا بَنيّ إني كنت أطلب أمراً وظفرت به! فلست بعائدة بعد اليوم إن شاء الله تعالى!
وذلك أنّه ولد محمّد وبين كتفيه خال أسود عظيم كهيئة البيضة (٤) كخاتم النبوة!
__________________
(١) مقاتل الطالبيين : ١٩٩.
(٢) مقاتل الطالبيين : ١٦٠.
(٣) مقاتل الطالبيين : ١٥٩.
(٤) مقاتل الطالبيين : ١٦٠ ـ ١٦١.