ذلك إليه وأمره أن لا يدفعها إلى أخيه أبي العباس إلّاإذا حدث به حدث من مروان في ليل أو نهار ، فيجدّ السير إلى الحُميمة حتّى يدفعها إليه (١).
واختصره ابن الوردي بقوله : لمّا أمسكه مروان نعى نفسه إلى أهل بيته وأمرهم بالمسير إلى أهل الكوفة مع أخيه السفاح وأوصى إليه بالخلافة وأوصاهم بالسمع له والطاعة (٢).
وقال ابن العبري : لمّا أحسّ بالطلب نعى نفسه إلى أخيه أبي العباس وأوصى إليه وأمره بالمسير بأهل بيته إلى الكوفة (٣).
وكان معه في الحبس جماعة من بني أُمية : العباس بن الوليد بن عبد الملك ، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز والي مروان على العراق قبل ابن هبيرة. ومن بني هاشم (بني العباس) : عبد الله بن علي وعيسى بن علي وعيسى بن موسى ، ومعهم غلامان صغيران ، وادخل عليهم في الحبس جماعة من موالي مروان ، ثمّ خرجوا من عندهم وقد قتلوهم سوى الصغيرين ، فقالا : إنّهم خنقوا الأمويّين بالمخادّ على وجوههم ، وأما إبراهيم فإنهم جعلوا رأسه في جراب كان فيه نورة مسحوقة فاضطرب حتّى خمد ومات (٤).
فلمّا قضى إبراهيم نحبه أسرع سابق سيره إلى الحُميمة حتّى نعاه إلى أخيه أبي العباس ودفع إليه الوصية ، فأمره أبو العباس باظهار النعي وستر الوصية. ثمّ أظهر أبو العباس أهل بيته على أمره ونعاهم إلى مؤازرته وفيهم أخوه عبد الله
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٢٥٢.
(٢) تاريخ ابن الوردي ١ : ١٨١.
(٣) مختصر تاريخ الدول : ١٢٠.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٢٤٤.