على لحيته وحدّثهم : أنّ رجلاً قال لرسول الله : السلام عليك يا ربّي! فقال له : ما لك لعنك الله! ربّي وربّك الله (١) وأوّل أبو الخطاب لهم قوله سبحانه : (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ (٢)) قال : هو الإمام (٣)!
فمن هذا ونحوه قال عليهالسلام : اللهم العن أبا الخطاب فإنه خوّفني قائماً وقاعداً وعلى فراشي! اللهم أذقه حرّ الحديد (٤)!
لم أجد تحديداً لتاريخ استجابة هذا الدعاء للإمام عليهالسلام ، ويظهر من خبر الكشيّ أنّ ذلك كان قبل موسم الحج لسنة (١٣٨ ه) (٥) في أوائل خلافة المنصور لعامين منها وهو بالأنبار ، وعلى الكوفة ابن عمّه عيسى بن موسى العباسي (٦) فبلغه أنّهم يدعون الناس سرّاً إلى نبوة أبي الخطّاب ، وأنهم أباحوا المحظورات ، إلّاأنّ كل رجل منهم ـ وهم سبعون ـ قد لزم اسطوانة في مسجد الكوفة يرون الناس أنهم قد لزموها للعبادة وأظهروا التعبّد. فبعث إليهم رجلاً من أصحابه في رجّالة وخيل ليأخذوهم ويأتوه بهم.
فقال لهم أبو الخطاب : إنّ رماحهم وسيوفهم وسلاحهم لا يضرّكم ولا يعمل فيكم ولا يحتك في أبدانكم! وقاتلوهم بالحجارة وما معكم من السكاكين والقصب ، فإنّ قصبكم يعمل فيهم عمل الرماح وسائر السلاح! وجعل يقدّمهم عشرة عشرة للقتال!
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٩٨ و ٢٩٩ ، الحديث ٥٢٩ و ٥٣٠ و ٥٣١ و ٥٣٤.
(٢) الزخرف : ٨٤.
(٣) المصدر : ٣٠٠ ، الحديث ٥٣٨.
(٤) المصدر : ٢٩٠ ، الحديث ٥٠٩.
(٥) المصدر : ٢٩٦ ، الحديث ٥٢٤.
(٦) منذ عام (١٣٤ ه) حتى عام (١٤٦ ه) كما في تاريخ خليفة : ٢٦٩ و ٢٧٨.