واليوم ورد رجل من أهل الشام فاستأذن فأذن له فدخل وسلم وأذن له بالجلوس فجلس ، ثمّ قال له : حاجتك أيها الرجل؟ قال : بلغني أنك عالم بكل ما تُسأل عنه ، فصرت إليك لُاناظرك! قال : في ماذا؟ قال : في مقاطع القرآن ورفعه ونصبه وخفضه وإسكانه (١).
ثمّ قال ليونس : اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله. قال يونس : فأَدخلت الأحول الطاقي محمّد بن علي ، وحُمران بن أعين مولى شيبان ، وقيس بن الماصر وهشام بن سالم الجواليقي ، فلمّا استقر بنا المجلس أخرج الصادق عليهالسلام رأسه من الخيمة فإذا هو براكب على بعير يخبّ ، فقال : هشام (بن الحكم) ورب الكعبة! فورد هشام بن الحكم وهو أول ما اختطّت لحيته وكلّنا أكبر سنّاً منه ، فوسّع له الصادق عليهالسلام وقال له : ناصرنا بقلبه ولسانه ويده (٢).
ثمّ قال لحُمران : يا حُمران! دونك الرجل! فقال الرجل : إنّما أُريدك لا حُمران! قال : فإن غلبت حُمران فقد غلبتني! فأقبل الشامي يسأل حُمران حتّى ملّ وحُمران يجيبه. فقال الصادق للشامي : كيف رأيته؟ قال : رأيته حاذقاً ، ما سألته عن شيء إلّاأجابني فيه.
ثمّ قال : يا أبا عبد الله ، اريد أن اناظرك في العربية. فالتفت إلى أبان بن تغلب وقال له : ناظِره. فناظره فما ترك الشاميّ يكشّر!
فقال الشامي للصادق عليهالسلام : اريد أن اناظرك في الفقه. فالتفت إلى زرارة بن أعين مولى شيبان أخي حُمران وقال له : يا زرارة ، ناظِره ، فناظره فما ترك الشامي يكشّر ....
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٧٥ ، الحديث ٤٩٤.
(٢) أُصول الكافي ١ : ١٧١ ـ ١٧٢.