فاستعمل الناس ذلك في الخطبة (١) فحلّ هذا الفعل عند الناس محلاً حسناً وأكثروا بسببه مدحه (٢) ومنهم الخزاعي قال :
وليت فلم تشتم علياً ، ولم تُخف |
|
بريّاً ، ولم تتبع سجيّة مجرم! |
وقلت فصدّقت الذي قلت بالذي |
|
فعلت ، فأضحى راضياً كلّ مسلم (٣) |
ونقل المعتزلي عن عمر قال : وقرت كلمة أبي في عليّ عليهالسلام في صدري مع ما قاله معلّمي لي أيّام صغري ، فأعطيت الله عهداً : لئن كان لي في هذا الأمر نصيب لُاغيّرنّه! فلمّا منّ الله عليَّ بالخلافة أسقطت ذلك وجعلت مكانه : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى ...) وكتبت بذلك إلى الآفاق فصار سنّة (٤) أو لم يعلم أنّ علياً عليهالسلام قد سبقه في ذلك! وأن حفيده الباقر عليهالسلام قد أقره فيما قرّره (٥) ولم يذكر في الخبر أنّه تقرير لأيّهما.
ولم يحلّ هذا العمل عند الكلّ محلاً حسناً ، بل لمّا كفّ عمر عن شتم علي عليهالسلام قال الناس : ترك السنة (٦)! واستصغر أمره الجاحظ بقوله : إنّهم كانوا
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ١٨٤ ، ومناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٥٧ ، واليعقوبي ٢ : ٣٠٥ ، وفي السيوطي : ٢٩٠.
(٢) الكامل في التاريخ ٥ : ٢٠.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٠٥ ، وفي الأغاني ٩ : ٢٥٨ ، ومناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٥٧ ، وشرح النهج للمعتزلي ٤ : ٥٩ ، وتاريخ ابن الوردي ١ : ١٧٢ ، والخزاعي هو المعروف بكثير عزّة والذي كان كيسانياً.
(٤) شرح النهج للمعتزلي ٤ : ٥٩.
(٥) وسائل الشيعة ٧ : ٣٤٢ ، الحديث الأوّل ، باب ٢٥ ، عن الكافي ٣ : ٤٢٢.
(٦) شرح النهج للمعتزلي ١٣ : ٢٢٢ عن الزهري ، وفي مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٥٧ : قالها عمرو بن شعيب.