حيان عن الصادق عليهالسلام أنّه أخبر عن برّ ابنه إسماعيل به وقال : لقد كنت أحبّه وقد ازداد إليّ حباً (١).
ولذا لما شوهد بمكة أيام الموسم مع قوم يشربون فيهم إسماعيل بن جعفر! فذكر ذلك للصادق عليهالسلام قال : لقد ابتلى ابني بشيطان يتمثل بصورته (٢) فهو برّأه من ذلك وخطّأ ظاهر الحال.
لكنه يظهر من خبر آخر عن الرضا عليهالسلام أنّه كان يشرب النبيذ (٣) وكأنّه لهذا لم يستعظم ذلك من رجل قرشيّ تاجر إلى اليمن ، كان إسماعيل قد سمع الناس يقولون فيه أنّه يشرب الخمر! ومع ذلك استشار أباه الصادق عليهالسلام أن يأتمنه على رأسمال يبتاع به له بضاعة من اليمن ، فقال الإمام له : يا بني أما بلغك أنّه يشرب الخمر؟ قال إسماعيل : هكذا يقول الناس ، فقال : لا تفعل. وعصى إسماعيل أباه ودفع إليه دنانيره فاستهلكها ولم يأته بشيء منها (٤).
ومنه ما روى النعماني والكشي بسنده عن الفيض بن المختار الجعفي مولاهم أنّه سمع الصادق عليهالسلام يقول لإسماعيل : أليس كثيراً ما أقول لك إلزمني فلا تفعل؟! فقام إسماعيل وخرج (٥).
وفي خبر له آخر كأنما يتبرّأ الإمام عليهالسلام من ابنه إسماعيل يقول : والله ما أمرت ولا علمت ولا رضيت (٦).
__________________
(١) بحار الأنوار ٤٧ : ٢٦٨ عن كتاب الزهد للأهوازي.
(٢) كمال الدين : ٧٠.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٤٧٢ ـ ٤٧٤ ، الحديث ٨٩٩ كما فسّره في بحار الأنوار ٢٥ : ١٦٠.
(٤) الكافي ٦ : ٢٩٩ ، وعنه في بحار الأنوار ٤٧ : ٢٦٧ ، الحديث ٣٨.
(٥) كتاب الغيبة للنعماني : ٢٢٤ ، الباب ٢٣ ، الحديث ٢. والكشي : ٣٥٤ ، الحديث ٦٦٣.
(٦) المصدر : ٣٩٠ ، الحديث ٧٣٤.