ونرى فيض بن المختار يقول : قلت : جعلت فداك ، فما على اسماعيل أن لا يلزمك إذا كنت متى مضيت أُفضيت الأشياء إليه من بعدك ، كما أُفضيت الأشياء إليك من بعد أبيك؟! فقال لي : يا فيض ، إنّ إسماعيل ليس مني ما كنتُ من أبي! قلت : جعلت فداك ، قد كنت لا أشك في أنّ الرحال تُحطّ إليه من بعدك (١)! وفي الكشي : قد كنا لا نشك أن الرحال ستحطّ إليه من بعدك وقد قلت فيه ما قلت (٢)!
وروى النعماني بسنده عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال : وصف أخي إسماعيل للصادق عليهالسلام دينه واعتقاده فبدأ بالشهادتين ثمّ وصف الأئمة واحداً واحداً حتّى انتهى إليه فقال : وإسماعيل من بعدك. فقال : أما إسماعيل فلا (٣) وذكره الكشي باسم : إسماعيل بن عامر ولعلّه هو ابن عمّار ، لولا زيادة فيه عن حمّاد بن عثمان قال : قلت لإسماعيل : فما دعاك إلى أن تقول : وإسماعيل؟ قال : أمرني به المفضّل (٤) هذا وقد روى الكشي قبله عنه (حمّاد) قال : كان المفضّل قد انقطع مع أصحاب أبي الخطّاب يقول في إسماعيل بقولهم ، فسمعت الصادق عليهالسلام يقول له : يا كافر! يا مشرك! مالك ولابني؟! يعني إسماعيل. ثمّ رجع بعد ذلك (٥) ولو كان خطّابياً حقاً صح كفره وشركه ، ولا يتعدّى الأمر في إسماعيل نفسه أكثر من العصيان والفسق كما مرّ ، وذلك لا يمنع ما يأتي في موته :
__________________
(١) كتاب غيبة النعماني : ٢٢٥ ، الباب ٢٣ ، الحديث ٢.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٣٥٤ ، الحديث ٦٦٣.
(٣) كتاب الغيبة للنعماني : ٢٢٤ ، الباب ٢٣ ، الحديث ١.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ٣٢٥ ، الحديث ٥٩٠.
(٥) المصدر : ٣٢١ ، الحديث ٥٨١.