ورجع إلى الصادق عليهالسلام فأخبره أنّه ذهب فسأله عن عمامة رسول الله ودرعه فأخرج من كندوجه (صندوقه) درعاً فلبسها وقال : هكذا كان رسول الله يلبس الدرع.
فقال الصادق عليهالسلام : ما صدق! ثمّ أخرج خاتمه فضرب به الأرض فإذا بدرع وعمامة سقطا من جوف الخاتم (١).
وكثير من بقايا الزيدية كانوا قد التفّوا حول عبد الله المحض أملاً في خروج ابنه محمّد ، ومنهم عبد الله النجاشي ، ودخل هذا يوماً على الصادق عليهالسلام ـ مع صاحبه عمار السجستاني ـ فقال له : اتذكر يوماً مررت على دار قوم سال ميزابهم عليك ، فطرحت نفسك في النهر بثيابك فاجتمع عليك الصبيان يصيحون عليك ويضحكون منك؟! فما دعاك إلى ما صنعت؟! وخرج من عنده فقال لصاحبه عمار : يا عمّار ، هذا صاحبي لا غيره (٢) يعني عبد الله بن الحسن.
وبمثل ذلك اهتدى إليه محمّد بن الأشعث الكوفي وابنه جعفر ، فقال هذا يوماً لصفوان بن يحيى : إن سبب دخولنا في هذا الأمر : أن المنصور قال لأبي : محمّد بن الأشعث : يا محمّد ، ايتني برجل له عقل يؤدي عني! فعرّفه بخاله فلان بن مهاجر ، قال : فأتني به. فأتاه بخاله. فقال له : يابن مهاجر ؛ خذ هذا المال واذهب به إلى المدينة ، فالق عبد الله بن الحسن وجعفر بن محمّد وأهل بيتهما وقل لهم : إني رجل غريب من خراسان ، وبها شيعة من شيعتكم ، وقد وجّهوا إليكم بهذا المال ، فادفع إلى كل واحد منهم كذا وكذا وقل : إني رسول وأُحب أن يكون معي خطوطكم بقبض ما قبضتم.
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٤١ فهي كانت عندهم إعجازياً وليس عادياً طبيعياً.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٢٤٠.