محمّداً فلم يظفر به ، فأخذ به أباه عبد الله مع جماعة من أهل بيته فأوثقهم في الحديد وحملهم إليه على الإبل بغير وطاء (١).
وروى الكليني بسنده عن موسى بن عبد الله الحسني قال : قدمت رسل المنصور فأخذوا أبي عبد الله بن الحسن ، وعمومتي : سليمان بن الحسن ، وحسن بن الحسن المثنى ، وإبراهيم بن الحسن وداود بن الحسن ، وعلي بن الحسن ، وسليمان بن داود ، وعلي بن إبراهيم ، وحسن بن جعفر بن الحسن ، وطباطبا إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن ، وعبد الله بن داود. فصفّدوا في الحديد ، ثمّ حُملوا في محامل بلا وطاء ، واوقفوا بالمصلّى لكي يشتمهم الناس! فرقّ الناس لهم للحال التي هم فيها ، فانطلقوا بهم إلى باب جبرئيل (٢).
وروى عن خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين : أنهم لما أوقفوهم عند باب جبرئيل طلع عليهم أبو عبد الله الصادق عليهالسلام ورداؤه يجرّ على الأرض غضباً والتفت إلى أبناء الأنصار وقال ثلاثاً : لعنكم الله يا معاشر الأنصار! ما على هذا عاهدتم رسول الله ولا بايعتموه! أما والله إن كنت حريصاً ـ أن لا يقع ـ ولكنّي غُلبت وليس للقضاء مدفع! ثمّ أدخل نعله في رجله والأُخرى بيده ورداؤه يجرّ على الأرض (٣).
وقال موسى : وتوجّه إلى المحمل الذي فيه أبي ، عبد الله بن الحسن يريد كلامه ، فأهوى إليه الحرسيّ ومنعه أشد منع ودفعه وقال له : تنحّ عن هذا! ـ فقال له الإمام عليهالسلام ـ : إن الله سيكفيك ويكفي غيرك! فلم يخرج الحرسيّ بهم من زقاق (بني هاشم) إلى البقيع حتّى رمحته ناقته فدقت وركه فمات بها (٤)!
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٧٠.
(٢) اصول الكافي ١ : ٣٦١.
(٣) اصول الكافي ١ : ٣٦١. وقارن بما في مقاتل الطالبيين : ١٤٨ ، ١٤٩.
(٤) اصول الكافي ١ : ٣٦١.