أو قال له أخوه : إنّ بني امية لا ترضى منك أن تفضّل عليهم بني فاطمة! فأجابه : بل افضّلهم ؛ لأنّي سمعت حتّى لا ابالي أن لا أسمع ـ أن رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يقول : «إنّما فاطمة شُجنة (شعبة غصن) منّي ، يسرّني ما أسرّها ، ويسوءني ما أساءها» فأنا أبتغي سرور رسول الله وأتّقي مساءته (١) فوالله إنّي لحقيق أن أطلب رضا رسول الله ، ورضاه ورضاها في رضا ولدها (٢).
وروى الإربليّ مرفوعاً قال : لمّا استخلف عمر بن عبد العزيز خطب فقال : أيّها الناس ، إنّي أردّ عليكم مظالمكم! وإنّ أوّل ما أردّ منها ما كان في يدي : قد رددت فدك على ولد رسول الله وولد علي بن أبي طالب (٣) ففي البداية كانت هذه الكلمة ثمّ انتهت إلى ردّ غلّاتها عليهم دون الرقبة كما مرّ ذلك.
قال : وقيل : إنّه حمل من بيت المال سبعين حِملاً من الفضة والذهب والعين من مال الخمس سهم رسول الله وسهم ذوي القربي فردّها على بني هاشم ، سلّمها إلى محمّد بن علي بن الحسين وعبد الله بن الحسن ، ممّا حازه أبو بكر وعمر وبعدهما عثمان ومعاوية ويزيد وعبد الملك ، فاستغنى بنو هاشم في تلك السنين وحسنت أحوالهم (٤).
__________________
(١) قرب الاسناد : ١٠٧ ، وط ٢ : ١٧٢ بسنده عن الصادق عن أبيه الباقر عليهالسلام ، وعليه المعوّل وليس على ما جاء في الخصال ١ : ١٠٥ : أن عمر زار المدينة فزاره الباقر عليهالسلام ووعظه فردّ عليه فدك.
(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٨٠.
(٣) كشف الغمة ٢ : ٢٤٢. وبهامشه مصادر عديدة.
(٤) كشف الغمة ٢ : ٢٤٣ ، وردّ الخمس في المناقب ٢ : ٢٣٩. بل وفي تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٠٥.