وأرسل نجل الطبرسي : أنّه عليهالسلام في مرضه الذي توفي فيه ذبل حتّى كأ نّه لم يبقَ منه إلّارأسه ، فدخل عليه بعض أصحابه (؟) فلمّا رآه كذلك بكى ، فسأله الصادق عليهالسلام : لأيّ شيء بكى؟ قال : كيف لا أبكي وأراك على هذه الحال؟ قال : إن المؤمن إن قطّعت أعضاؤه كان خيراً له ، وإن ملك ما بين الشرق والغرب كان خيراً له (١).
وكان له يومئذ من الولد : ام فروة ، وخمسة بنين : عبد الله وموسى ومحمّد وعلي وإسحاق (٢) وزاد المفيد أسماء : أسماء وفاطمة والعباس (٣) وزاد الواقدي : يحيى وفاطمة الصغرى (٤) وكان له من الموالي : مسلم ومصادف ومعتّب (٥) بن قشير. ولعلّهم كانوا على التوالي ليس جمعاً.
وكان من أحفاد السجاد عليهالسلام : الحسن الأفطس بن علي بن علي بن الحسين عليهالسلام. وكان يعادي الصادق عليهالسلام حتّى أنّه حمل عليه مرّة بشفرة يريد قتله بها! ومع ذلك روى الطوسي بسنده عن مولاة له عليهالسلام تسمّى سالمة : أنّه لما حضرته الوفاة اغمي عليه مرّة ثمّ أفاق فأوصى لجمع بمبالغ منهم الحسن الأفطس ، فقالت له سالمة : أتعطي رجلاً حمل عليك بالشفرة يريد قتلك؟! فقال لها : أتريدين أن لا أكون من الذين قال الله فيهم (وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ (٦)).
__________________
(١) مشكاة الأنوار : ٣٥.
(٢) تاريخ أهل البيت : ١٠٥.
(٣) الإرشاد ٢ : ٢٠٩.
(٤) تذكرة الخواص ٢ : ٤٥٧.
(٥) مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٠٣ ، وفي تذكرة الخواص ٢ : ٤٥٨ : أن المنصور ضرب المعتّب ألف سوط فمات!
(٦) الرعد : ٢١.