الرشيد عهد بولاية البصرة إليه (١) وكان آل أبي بكرة بالبصرة ينتمون بالنسب إلى ثقيف ، وبالولاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله بنُفيع بن مسروح أحد مواليه ، هذا وأبناء عمومتهم آل زياد ينتمون إلى امية من قريش (٢).
وكان على ديوان المظالم للمهدي : مولاه سلام (٣) فتقدم إليه رجال من آل أبي بكرة فيهم الحكم بن سمرقند بظلامة ، فقدّمهم إلى المهدي ، وتقربوا إليه بولائهم لرسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال لهم المهدي : إنّ هذا اعتزاء (نسبة) ما تقرّون به إلّا عند حاجة تعرض لكم وعند اضطراركم للتقرب به إلينا! فقال الحكم : يا أمير المؤمنين ، فإنّا نسألك أن تردّنا معشر آل أبي بكرة إلى نسبنا من ولاء رسول الله ، وتأمر بآل زياد بن عُبيد (الثقفي) فيخُرجوا من نسبهم الّذي ألحقهم به معاوية (من أُمية) رغبة عن قضاء رسول الله : «إنّ الولد للفراش وللعاهر الحجر» فيُردّوا إلى نسبهم من عُبيد في موالي ثقيف!
وقوّى ذلك أنّه قدم عليه رجل من آل زياد يسمّى الصُغدي بن سلم بن حرب! وقال للمهدي : أنا ابن عمّك! وانتسب إلى زياد! فغضب المهدي وقال له : يابن سُميّة الزانية! متى كنت ابن عمّي؟! وأمر به فوجِئ في عنقه واخرج.
وكان ممن حضره موسى بن عيسى بن موسى (العباسي) والتفت المهدي اليهم وسألهم : من عنده علم عن آل زياد؟ فما كان عندهم شيء من ذلك ، ونهض الناس. ولحق موسى بن عيسى برجل عالم بهم فسأله عنهم فأخبره خبرهم ، فطلب منه أن يكتبه له ليذهب به إلى المهدي ففعل ذلك.
__________________
(١) تاريخ الطبري ٨ : ١٣٠.
(٢) تاريخ الطبري ٨ : ١٢٩.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٩٢.