أجل ، قال بالإمامة إلّاأ نّه لم يعتزل العمل للمنصور وبنيه حتّى اختاره الرشيد مؤدّباً لابنه الأمين.
ومن أقدم ما جاء ذلك فيه «كتاب نسب آل أبي طالب» ليحيى بن الحسن الحسيني العبيدلي النسّابة (١) ثمّ «كتاب المبيّضة في أخبار آل أبي طالب» لأحمد بن عبيد الله الثقفي البغدادي (٢) وعنهما الإصفهاني وقال : وحدثني غيرهما ببعضه وجمعت بعضه إلى بعض ، قالوا : أوكل الرشيد ابنه الأمين إلى جعفر الخزاعي ، وكان وزيره يحيى بن خالد البرمكي ، فخاف إن أفضت الخلافة إلى الأمين أن يأتمن مربّيه الخزاعي وتزول دولة البرامكة (٣). وكان البرمكي قد عرف تشيّع جعفر الخزاعي ، فتظاهر له بأ نّه على مذهبه! فسرّبه جعفر وأفضى إليه باموره ومنها ما هو عليه في الكاظم عليهالسلام! فلمّا وقف البرمكي على مذهبه سعى به إلى الرشيد! ولكن الرشيد كان يرعى له موضعه من نصرة الخلافة ظاهراً وموضع أبيه قبله ، فكان يتردّد في أمره.
ودخل الخزاعي يوماً إلى الرشيد فأكرمه ، وجرى كلامهما بما فيه حرمته وحرمة أبيه ، وأمر له الرشيد بعشرين ألف دينار! وكان البرمكي قد علم منه إخراجه خمس أمواله إلى الكاظم عليهالسلام فلمّا أمسى قال للرشيد : يا أمير المؤمنين! قد كنت أخبرك عن جعفر الخزاعي ومذهبه فتكذّب القول دفاعاً عنه! واليوم حصل أمر فيه القول الفصل! إنّه لا يصل إليه مال من جهة من الجهات إلّا ويخرج
__________________
(١) رجال الطوسي : ٥١٧ في من لم يرو عنهم عليهمالسلام ، ورجال النجاشي : ٤٤١ ، برقم ١١٨٩ وقال : بل روى عن الرضا عليهالسلام! وتوفي في (٢٧٠ ه ظ).
(٢) توفي في (٣١٩ ه) كما في هدية العارفين للبغدادي.
(٣) مقاتل الطالبيين : ٣٣٣.