فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ* بَقِيَّةُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (١)) ثمّ قال لهم : فنحن والله بقية الله في أرضه!
فأمر الله ريحاً سوداء مظلمة فهبّت واحتملت صوت أبي فطرحته في أسماع الرجال والنساء ، فما بقي أحد من الرجال والنساء إلّاصعد السطوح وفيهم شيخ منهم كبير السنّ ، فلمّا نظر إلى أبي على الجبل نادى بأعلى صوته : اتقوا الله يا أهل مدين ، فإنّه قد وقف الموقف الذي وقف فيه شعيب عليهالسلام حين دعا على قومه ، فإن أنتم لم تفتحوا له الباب ولم تُنزلوه جاءكم من الله العذاب ، فإنّي أخاف عليكم ذلك ، وقد أعذرَ من أنذر!
ففزعوا ، وفتحوا الباب ، وارتحلنا في اليوم الثاني. وكتب العامل بجميع ذلك إلى هشام ، فكتب هشام إلى عامل مدين يأمره أن يأخذ الشيخ فيقتله. وكتب إلى عامل المدينة أن يحتال في سمّ أبي في طعام أو شراب! ولكنّه مضى هشام ولم يتهيّأ له في أبي شيء من ذلك (٢).
وفي خبر الحضرمي : أنّ هشاماً بعث إلى مدين من حمل الشيخ فلم يُدرَ ما صنع به (٣).
وفي خبر الراوندي «في قصص الأنبياء» عن الصدوق بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : كتب هشام إلى عامله بمدين بحمل الشيخ إليه ، فحمله إليه ، فمات في الطريق (٤).
__________________
(١) سورة هود : ٨٤ ـ ٨٦.
(٢) عن دلائل الإمامة في بحار الأنوار ٤٦ : ٣١١ ـ ٣١٣.
(٣) اصول الكافي ١ : ٤٧٢.
(٤) قصص الأنبياء : ١٤٢ ـ ١٤٥ والصدوق يرويه عن علي بن إبراهيم القمي عن أبيه إلى أبي بصير. وفي تفسيره ١ : ٩٨ ـ ٩٩ خبر آخر موقوف على عمر بن عبد الله الثقفي في محاجة الباقر عليهالسلام مع النصراني فقط!