ولو لم يعلم زيد بذلك يومئذ لصغره فقد نقل الكشي بسنده عن أبي الجارود الذي أصبح بعد ذلك رأس الزيدية قال : كنت عند أبي جعفر الباقر عليهالسلام إذ أقبل زيد بن علي ، فلمّا نظر إليه أبو جعفر قال : هذا سيّد أهل بيتي (١) وبطريق الصدوق عنه صحّحه قال : هذا سيّد من أهل بيته! والطالب بأوتارهم ، لقد أنجبت امّ ولدتك يا زيد (٢).
وهذه الجملة الأخيرة جاء بها الإصفهاني في خبر عن سعيد بن خيثم الهلالي العامري : أنّ أبا جعفر عليهالسلام لمّا نظر إلى أخيه زيد تمثّل قائلاً :
لعمرك ما إن أبو مالك |
|
بوان ، ولا بضعيف قواه |
ولا بالألدّي في قوله |
|
يعادي الحكيم إذا ما نهاه! |
ولكنّه سيّد بارع |
|
كريم الطباع وحلو ثناه |
إذا سدته سدت مطواعة! |
|
ومهما وكلت إليه كفاه |
أبو مالك قاصر فقره |
|
على نفسه ، ومُشيع غناه |
ثمّ قال له : لقد أنجبت أُمّ ولدتك يا زيد! اللهم اشدد أزري بزيد (٣).
والصدوق بطريق آخر عن جابر الجعفي قال : كنت عند الباقر عليهالسلام وعنده أخوه زيد إذ دخل عليه معروف بن خرّبوذ المكّي (وكان يتعاطى الشعر) فقال له عليهالسلام : أنشدني من طرائف ما عندك. فأنشدها له ، فوضع الباقر يده على كتفي زيد وقال له : هذه صفتك يا أبا الحسين (٤)! ولعلّه عليهالسلام كان يتمثل بها بعد هذا لمّا يرى زيداً.
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٢٣١ ، الحديث ٤١٩.
(٢) أمالي الصدوق : ٤١٥ ، الحديث ٥٤٤ ، وامّه أمة سندية كما في مثالب العرب للكلبي : ١٠٧ من هدية المختار كما في مقاتل الطالبيين : ٦٨.
(٣) الأغاني ٢٠ : ١٤٧ ، وعنه في قاموس الرجال ٤ : ٥٧٨ ، والشعر للمتنخّل العبدي في رثاء أبيه أبي مالك.
(٤) أمالي الصدوق : ٩٤ ، الحديث ٧٣ ، وفي العيون ملحقاً بالباب ٤٧ : ٤٨٠ ، الحديث ١٩١.