ولم يكن علي بن جعفر بن محمد عم الرضا عليهالسلام يلتحق به بمرو ، بل كان بالمدينة ، وكان بعض الشيعة يلتحقون به ليرووا عنه ما سمع من أخيه الكاظم عليهالسلام ، منهم محمد بن الحسين بن عمار (أو عمارة المدني الكوفي) قال : كنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما سمع من أخيه (الكاظم) فكنت عنده في المسجد وحوله أصحابه ، إذ دخل المسجد أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليهالسلام ، فوثب علي بن جعفر بلا رداء فقبّل يده! فقال له أبو جعفر : يا عمّ اجلس رحمك الله. فقال : يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم؟!
فلمّا مرّ أبو جعفر ورجع علي بن جعفر إلى أصحابه قالوا له : أنت عمّ أبيه وتفعل به هذا الفعل؟!
فقال لهم : اسكتوا! وقبض على لحيته وقال لهم : إذا كان الله عزوجل لم يؤهل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه ، أفانكر فضله؟! نعوذ بالله ممّا تقولون ، ، بل أنا عبدٌ له (١).
وكان عليهالسلام كل يوم مع الزوال يجيء إلى المسجد ، وكان على باب المسجد صخرة فينزل عليه ، ثمّ يصير بنعله إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فيسلّم عليه ، ثمّ يرجع إلى بيت فاطمة عليهاالسلام (في مؤخرة الحُجر الشريفة) فيخلع نعليه ويقوم فيصلّي.
وكان يجاور في المدينة شيخ من الشيعة يقال له : عبد الله بن رزين قال : فوسوس الشيطان إليّ أنّه عليهالسلام إذا نزل أذهب فآخذ من التراب الذي يطأ عليه ؛ فجلست يوماً انتظره لذلك. فلمّا أن كان وقت الزوال أقبل عليهالسلام على حماره فلم ينزل على التراب بل نزل على الصخرة ، ثمّ دخل فسلّم على رسول الله ثمّ صلّى ثمّ
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٣٢٢ ، الحديث ١٢ باب النص على الجواد عليهالسلام.