ونحوهما أخبار كثيرة هي ما بين صحيحة ومعتبرة (١).
( وهل يؤخذ منها ) أي من الحرّة في الفرض الأخير ( الفضل ) من دية الرجل الذي قتلت به ، وهو نصف ديته ، كما يتوهّم من كون ديتها نصف ديته ، ويوجد في بعض الروايات : « في امرأة قتلت رجلاً ، قال : تقتل ، ويؤدّي وليّها بقية المال » (٢)؟.
و ( الأصحّ ) أنّه ( لا ) يؤخذ منها ؛ للأصل ، وقوله تعالى ( النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ) (٣) وللتصريح به في تلك الصحاح المستفيضة وغيرها من المعتبرة ، معلّلة بأنّ الجاني لا يجني أكثر من نفسه.
والرواية المخالفة مع وحدتها ، وقصور سندها محتملة للتقية ، كما صرّح به بعض الأجلة (٤) ، شاذّة ، كما صرّح به الشيخ وجماعة كالشهيدين وغيرهما (٥) ، واحتمل أوّلهما دعوى الإجماع على خلافها ، وذكر ثانيهما وبعض من تبعه أنّه لا نعلم قائلاً من الأصحاب بمضمونها ، وإن كان قول المصنف وكلام غيره يشعر بالخلاف ، واحتمل التابع وغيره كون الإشارة إلى الخلاف للرواية لا للقول.
وهو حسن ، إلاّ أنّه يحكى عن الراوندي (٦) حمل الرواية على يسار
__________________
(١) انظر الوسائل ٢٩ : ٨٠ أبواب القصاص في النفس ب ٣٣.
(٢) التهذيب ١٠ : ١٨٣ / ٧١٧ ، الإستبصار ٤ : ٢٦٧ / ١٠٠٩ ، الوسائل ٢٩ : ٨٥ أبواب القصاص في النفس ب ٣٣ ح ١٧.
(٣) المائدة : ٤٥.
(٤) انظر التنقيح ٤ : ٤١٦.
(٥) الشيخ في الاستبصار ٤ : ٢٦٨ ، الشهيد الأول في غاية المراد ٤ : ٣٦٣ ، الشهيد الثاني في الروضة ١٠ : ٤٠ ، والمسالك ٢ : ٤٦١ ؛ الفيض في المفاتيح ٢ : ١٣٢ ، الفاضل الهندي في كشف اللثام ٢ : ٤٤٦.
(٦) الحاكي هو الشهيد الأول في غاية المراد ٤ : ٣٦٣ فقد حكاه عنه في الشرائع.