فتوًى ورواية ، ففي البعض أولى ، فتأمّل جدّاً ، ويبقى الزائد عنه مندرجاً تحته ؛ مضافاً إلى التأيّد بنقل عدم الخلاف المتقدم.
وقد اختار هذا القول من محقّقي المتأخّرين جماعة ، ومنهم الفاضل في المختلف والتحرير والقواعد ، وشيخنا في المسالك والروضة (١) ، وغيرهم (٢).
( وهي ) أي الحروف ( ثمانية وعشرون حرفاً ) في المشهور بين الفقهاء ، وبه نصّت القوية المتقدمة (٣) ، ونحوه رواية أُخرى صحيحة (٤) وثالثة عن مولانا الرضا عليهالسلام مروية (٥) ، وقصور السند فيها وفي الاولى مجبور بالشهرة بين الفقهاء.
( و ) لكن ( في رواية ) أُخرى صحيحة (٦) أنّها ( تسعة وعشرون حرفاً ، وهي ) مع أنّها معارضة بمثلها لراويها أيضاً ، وزيادةً عليه عرفتها ( مطرحة ) لم أجد بها عاملاً عدا يحيى بن سعيد فيما يحكى عنه (٧) ، وهو شاذّ ، بل على خلافه في ظاهر العبارة هنا وفي الشرائع وغيره (٨) الإجماع
__________________
(١) المختلف : ٨٠٥ ، التحرير ٢ : ٢٧٠ ، القواعد ٢ : ٣٢٥ ، المسالك ٢ : ٥٠١ ، الروضة ١٠ : ٢١٥.
(٢) انظر المفاتيح ٢ : ١٤٩.
(٣) في ص ٤٤٩.
(٤) الفقيه ٤ : ٨٣ / ٢٦٦ ، الوسائل ٢٩ : ٣٥٨ أبواب ديات المنافع ب ٢ ذيل الحديث ٢.
(٥) فقه الرضا عليهالسلام : ٣١٨ ، المستدرك ١٨ : ٣٩٢ أبواب ديات المنافع ب ٢ ح ٣.
(٦) التهذيب ١٠ : ٢٦٣ / ١٠٤٠ ، الإستبصار ٤ : ٢٩٢ / ١١٠٥ ، الوسائل ٢٩ : ٣٥٩ أبواب ديات المنافع ب ٢ ح ٥.
(٧) حكاه عنه في كشف اللثام ٢ : ٥٠١ ، وهو في الجامع للشرائع : ٥٩١.
(٨) الشرائع ٤ : ٢٦٤ ، المقتصر : ٤٥١.