هذا ، وقد روى عنه عن أبيه عن جدّه عن ابن عباس عن النبيّ عن الله قال : «وعزّتي وجلالي لأنتقمنّ من الظالم في عاجله وآجله! ولأنتقمنّ ممّن رأى مظلوماً يقدر أن ينصره فلم يفعل»! وعنه عن النبيّ قال : «كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلّاسببي ونسبي» (١)!
وكان معه الفضل بن الربيع حاجبه ، وكان قد نهاه أن لا يدخل أحد من العامة منازله في الطريق فبعث إليه في منزل وهو في قبّة مبنية ووجهه إلى الحائط وقال له : ألم أنهك أن تدع العامة يدخلون هذه المنازل فيكتبوا فيها ما لا خير فيه؟! قال : وما هو يا أمير المؤمنين! قال : أما ترى المكتوب على الحائط :
أبا جعفر حانت وفاتك ، وانقضت |
|
سنوك ، وأمر الله لابدّ نازل |
أبا جعفر ، هل كاهن أو منجّم |
|
يردّ قضاء الله؟ أم أنت جاهل! |
قال : قلت له : والله ما أرى على الحائط شيئاً! قال : إذاً هي نفسي نُعيت إلى الرحيل ، فبادر بي إلى الحرم. فرحلنا وقد ثقل حتّى بلغنا بئر ميمون بداخل الحرم (٢) فمات بها من مكة قبل يوم التروية بيوم السبت لستّ أو سبع من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومئة ، وله أربع وستون سنة (٣) ، وأملى وصيّة طويلة لابنه المهديّ (٤) ومات قبل السحر ، وحُمل إلى مكة ، وصلّى عليه عيسى بن موسى العباسي ، وحفروا له مئة قبر ليعمّوا على الناس ، ودُفن في غيرها (في باب
__________________
(١) تاريخ الخلفاء للسيوطي عن الصولي : ٣٢٧ وفيه عنه : أن النبيّ كان يتختّم في يمينه!
(٢) مروج الذهب ٣ : ٣٠٧.
(٣) تاريخ خليفة : ٢٨٢.
(٤) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٣٩٢ ـ ٣٩٤.