فما أعتذر منه ولا أزول عنه ؛ وإن كان غير ذلك فما أقول به ، ثمّ استأذن لينشده شعراً في ذلك فأذن له فأنشده :
علي وأبوذر ومقداد وسلمان |
|
وعباس ـ وعمّار ـ وعبد الله ، إخوان |
دُعوا فاستودعوا علماً فأدّوه وما خانوا |
|
أُدين الله ذا العزّة بالدين الذي دانوا |
وعندي فيه إيضاح عن الحق وبرهان |
|
وما يجحد ما قد قلت في السبطين إنسان |
وإن أنكر ذو «النصب» فعندي فيه عرفان |
|
وإن عدّوه لي ذنباً ونال الوصلَ هجران |
فلا كان لهذا الذنب عند القوم غفران |
|
وكم عدّت إساءاتٌ لقوم ، وهي إحسان |
وسرّي فيه ـ يا داعي دين الله ـ إعلان |
|
فحبّي لك إيمان وميلي عنك كفران |
فعدّ القوم ذا «رفضاً» فلا عدوّا ولا كانوا!
فوصله الرشيد ومن حضره من بني العباس. ومدحه مرة اخرى بقصيدة فأمر له ببدرتين ففرّقهما ، وبلغ ذلك إلى الرشيد فقال : أحسب أبا هاشم تورّع عن قبول جوائزنا (١)!
ونقل الأُموي الزيدي : أنّ المنصور أجلس ابنه المهديّ يوماً يعطي قريشاً صلات وهو وليّ عهده ، فبدأ ببني هاشم (بني العباس) ثمّ سائر قريش ،
__________________
(١) أخبار السيد الحميري : ١٦٣ ، وانظر الغدير ٣ : ٣٨٣ ـ ٣٨٤.