وكان مع الرشيد وزيره يحيى بن خالد البرمكي فسمعه عند قبر رسول الله يقول كالمخاطب له : بأبي أنت وأُمي يا رسول الله ، إنّي أعتذر إليك من أمر قد عزمت عليه ، إنّي أُريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسه ، لأنّي خشيت أن يُلقى بين أُمتك حرباً تسفك فيها دماؤهم!
فلمّا عاد البرمكي إلى محلّه زاره يعقوب بن داود فحدّثه الوزير بهذا الخبر وقال له : فأنا أحسب أن الرشيد يأخذ موسى بن جعفر غداً.
فلمّا كان الغد أرسل الرشيد إلى الفضل بن الربيع الحاجب أن يقبض على الكاظم عليهالسلام ويحبسه. فوجده في المسجد قائماً يصلّي في مقام رسول الله ، فأمر بالقبض عليه ، وحبْسه (١).
فقبض عليه وهو عند رأس النبي صلىاللهعليهوآله قائماً يصلّي فقُطعت صلاته عليه ، فاخذ وهو يقول لرسول الله : يا رسول الله إليك أشكو ما ألقى! وبكي ، فبكى الناس لبكائه وضجّوا! حتى اوقف بين يدي الرشيد فحطاه وشتمه (٢)!
إلى سجن البصرة :
ثمّ أمر الرشيد أن تهيّأ له قبّتان ، فهُيّئ له قبّتان ، فأمر حسّان السَروي أن إذا جنّ عليه الليل يصير به في قبة إلى البصرة فيسلّمه إلى عيسى بن جعفر العباسي أميرها. ثمّ لما صار النهار وجّه مع القبة الأُخرى بجماعة علانية إلى الكوفة ليعمّي على الناس أمْره.
وهنا أسند الصدوق إلى عبد الله بن مرحوم قال : خرجت من البصرة إلى
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٠٨ ، الحديث ٨٥.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٢٩ ، الحديث ٩٢.