المدينة ، وفي الطريق لقيت أبا إبراهيم (الكاظم عليهالسلام) يُذهب به إلى البصرة ، وأرسل عليَّ فدخلت إليه ، فدفع إليّ كتباً أُوصلها إلى ابنه علي بالمدينة وقال لي : فإنّه وصيي وخير بنيّ والقائم بأمري (١).
وعن كتاب الأوراق لأبي بكر الصُولي قال : إنّ هارون قرّر للكاظم عليهالسلام أيام حبسه كل سنة ثلاثمئة ألف درهم ، ولنُزله (ضيوفه) عشرين ألفاً (٢).
(كان ذلك في أوائل عشر ليال بقين من شوال سنة (١٧٩ ه)) (٣) فقدم حسّان البصرة في (٧ ذي الحجة) بيوم قبل يوم التروية نهاراً جهاراً ، ودفعه إلى عيسى بن جعفر العباسي ، فعُرف ذلك وشاع خبره. وحبسه عيسى في بيت من بيوت المجلس الذي كان يجلس فيه ، وأقفل عليه ، فكان لا يفتح عليه الباب إلّا للطعام أو للطهور.
والكاظم عليهالسلام في أيامه هذه في هذه الدار التي كان هو في إحدى بيوتها كان يسمع من ضروب الفواحش والمناكير ما لم يكن يخطر بباله! كما يذكر الراوي (٤).
وأقام الرشيد بالمدينة إلى وقت الحج فحجّ بالناس ، ومشى من مكة إلى عرفات ماشياً ، ثمّ عاد إلى المشاعر ثمّ منى ثمّ مكة ماشياً! ثمّ انصرف على طريق البصرة (٥). وكان يحيى بن خالد البرمكي احتفر نهراً بالبصرة سمّاها سَيحان ،
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ج ١ ، الباب ١١ ، الحديث ٢٥.
(٢) كما في تذكرة الخواص ٢ : ٤٨٠.
(٣) في أُصول الكافي ١ : ٤٧٦ : حمله من المدينة لعشر ليال بقين من شوال ، ويؤيده ما أسنده الصدوق قال : اخذ أبو الحسن الكاظم قبل يوم النفر بخمسين يوماً.
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٣٠ ، الحديث ٩٢.
(٥) تاريخ الطبري ٧ : ٢٦١.