لم يُذكر وكان الكاظم عليهالسلام في الحبس فاجتمع عندهما من الزكوات (كذا) وما يجب عليهم ثلاثون ألف دينار! فاتّخذا بذلك دوراً واشتريا غلّات وعقدوا عقوداً! فلمّا مات موسى عليهالسلام وانتهى الخبر إليهما أنكرا موته وقالا : إنّه هو القائم فلا يموت! وأذاعاه في الشيعة واعتمدته طائفة منهم (١) وآخر الخبر أنّهما تابا وبعثا بالأموال إلى الرضا عليهالسلام.
ولعلّ ثانيهما هو عثمان بن عيسى الرُؤاسي الكلابي العامري مولاهم الكوفي ، كان وكيل الكاظم عليهالسلام وله ستون سنة وفي يده أموال ، فتوقّف فترة ، ثمّ لمّا سمع بسخط الرضا عليهالسلام عليه تاب إليه وبعث بأمواله إليه (٢).
ومنهم علي بن أبي حمزة البطايني وزياد بن مروان القندي ، وقد أسند الكشي عن يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين قال : مات أبو الحسن الكاظم عليهالسلام وليس من قُوّامه (وكلائه) أحد إلّاوعنده المال الكثير ، فسبّب ذلك جحودهم موته ووقفهم عليه ، كان عند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار (٣) وعند زياد القندي سبعون ألف دينار (٤) فرّق الكشي بينهما في خبرين ثمّ جمعهما في خبر واحد عنه قال : وأنا لمّا رأيت ذلك وتبيّنت الحقّ وعرفت أمر الرضا عليهالسلام دعوت الناس إليه ، فبعثا إليّ يقولان : كُفّ عن هذا ونضمن لك عشرة آلاف دينار! فقلت لهما : ما كنت لأدع أمر الله والجهاد على كلّ حال!
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٤٥٩ ، الحديث ٨٧١.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٥٩٧ ، الحديث ١١١٧. وقال : كوفي سكن الحيرة ومات بها ، ونقل خبره الصدوق في علله وعيونه والطوسي في الغيبة وقالوا : كان بمصر ، مصحّفاً!
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٤٠٥ ، الحديث ٧٥٩.
(٤) اختيار معرفة الرجال : ٤٦٧ ، الحديث ٨٨٨.