فأظهرا لي العداوة وناصباني (١) ولعلّه لذلك كان أحمد بن محمّد بن عيسى يقع في يونس اليقطيني ثمّ رأى رؤيا فاستغفر الله من وقيعته فيه كما ذكر الفضل بن شاذان النيشابوري (٢) وكذا كان علي بن حديد المدائني الكوفي ، ولكنّه كان فطحياً وهذا رأيه (٣).
وفي قول يونس اليقطيني : «تبيّنت الحق» دلالة على ما أسنده الكشي عنه قال : إنّه كان يرجو أن يقول له الرضا عليهالسلام إنّ أباه حيّ! فرحل إليه ودخل عليه وحلّفه بحقّ الله ورسوله وحق آبائه وسمّاهم حتّى انتهى إليه أنّه إذا أخبره بحياة أبيه فإنّه لا يُخرج إلى الناس! قال : ثمّ سألته عن أبيه أحيّ أم ميّت؟! فقال عليهالسلام : والله الذي لا إله إلّاهو قد هلك! قلت : هلاك غيبة أو هلاك موت؟ فقال : والله هلاك موت! قلت : جعلت فداك فلعلّك مني في «تقية»؟! قال : سبحان الله! قد والله مات!
قال : وحيث كان هو في المدينة ومات أبوه في بغداد قلت له : فمن أين علمت موته؟
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال : ٤٩٣ ، الحديث ٩٤٦. وابن بابويه في الإمامة والتبصرة : ٧٥ ، الحديث ٦٦ ، وابنه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٢٧٦ ، الباب ١٧١ ، وفي عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١١٠ ، الباب ٣١ ، وعلّق عليه فيهما قال : لم يكن الإمام ممن يجمع الأموال ، ولم تكن هذه أموال الفقراء ، وإنّما كانت أموالاً يصله بها مواليه إكراماً وبرّاً به منهم ، وقد حصلت في وقت الرشيد فلم يقدر على تفريقها لئلّا يحقّق على نفسه قول من كان يسعى به إلى الرشيد أنّه تحمل له الأموال ليحمل على الخروج عليه ، ولولا ذلك لفرّقها.
(٢) اختيار معرفة الرجال : ٤٩٦ ، الحديث ٩٥٢.
(٣) اختيار معرفة الرجال : ٥٧٠ ، الحديث ١٠٧٨.